أريدُكِ أنْ تقشُري الصمتَ عني

سائد أبو عبيد | فلسطين

 

جريحٌ ومختبئٌ بين وحدتِهِ

في ضجيجِ الوحيدِ

ومرتبكٌ مثل وجهِ الجليدِ على صمتِهِ

أريدُكِ أنْ تقشُري الصمتَ عني

وهذا الصقيعَ الذي يكتَويني

وأَنْ تخرُجي كي أَرى طرفَكِ المقتفي شمسَ منزلِنا

بعثري الغيمَ عنْ حَدقَةِ الشِّعرِ

كوني انسيابًا من الماءِ

فَخَّارتي فارغةْ

لأن المسافةَ بيني وبينَ الينابيعِ يجرحُها الصَّمتُ

والتيهُ

يتعِبُني البَحثُ عني

سيصفو بعينيكِ دربي إذا ما اتَّضحتِ

كأن بِيَ الليلَ صمتٌ طويلٌ ثقيلٌ

يقولُ الوحيدُ

وتٌصغي لهُ نجمةٌ للحبيبةِ خلفَ العُتومِ الجَزيلةِ

تمشي إليهِ

وتفتحُ معطفَها بالضِّياءْ

أضيفُ من الوردِ في وجنتيكِ

ومن أغنياتِ العنادلِ في شدوِ صوتِكِ

أبحثُ عن شرشفٍ مِنْ ضياءٍ

لأسدلَهُ فوق صدرِكِ

كي لا تفرَّ الفراشاتُ عنهُ 

فيجزعُني أن أراهُ خَواءً

فكلُّ المدائنِ من غيرِ عينيكِ مثلي

تقاتلُ في الرِّيحِ وحشَ الخَواءْ

أنا من شتاءٍ جزيلٍ بماءٍ

ولي شهوةٌ في يدي

تستفيقُ بهذا الحنينِ الذي يعتلي الأُفقَ

كي يلتقي مهدَهُ في يديكِ

مدادُ الكلامِ سواسنُ عاطرةٌ في عروقي

وتغفو بهدأتِها حينَ تبقينَ خالدةً في عروقي

لكَمْ قلتُ في خلوتي أينَ أينُكِ مني؟

وكم قلتُ في خلوتي ما الضياعُ؟

وماذا أفسرُ معنى المواجِعِ في ساعةٍ لا أَراكِ

أرى أنني كلُّ هذا الرحيلِ

لمن قابلوا البحرَ كي يعبُروا مِنْ مآتمِهم نحو مجهولِ أيامِهمْ

أَنا كلُّ مفردةٍ للضياعٍ بحزنِ الشتاءْ

لكَمْ قلتُ يا قلب يكفيك حزنًا وطِرْ

نحوَها مثلما يصعدُ العشبُ من تحتِ ظلٍّ لها

وسِرْ مثل ماءِ النَّدى فوقَ إِصبعِها حينَ تلمسُ كوةَ فجري

لأدركَ أن الصَّباحَ ضياءٌ على مقلتيها

أحبكِ.. كلُّ اشتياقِ العصافيرِ في مفرداتِ القصيدةْ

وشوقُ يديَّ

وصدري

وعينيَّ

والرئتينِ

ووجهي

وقلبي

وكلي بكلِّ جزيآتِهِ

فاسألي زهرَةً للبنفسجِ عني

وعن لهفتي حينَ أُصغي لواحدةٍ من زهورِ الزنابق والياسمينْ

تُشهينَ قدَّكِ بالعطرِ حتى أَراهُ

وأتبعُهُ هاربًا عنْ ضياعي

يصيرُ الوحيدُ مليئًا بِوَردِ المَواعيدِ

مرتبكًا كيف يأتي بهندامِهِ كي يَراكِ

ومنشَغِلًا بالقَصيدةِ

كيف يرتبُ نبرتَهُ

وارتعاشَ الأَصابعْ

وكيف سيحسِنُ شيئًا وحيدًا

ومفردةً واحدةْ

قبيلَ

قبيلَ اللِّقاءْ

سيصمِتُ

في خَجَلٍ حينَ تأتينَ فارهةً بالرَّبيعِ

بطيرٍ يغني عن الحُبِّ

ينحسِرُ الصمتُ عني

فأعلي إليكِ

أُحبُكِ

إِنِّي أُحبُكِ

قدرَ اتِّساعِ السَّماءْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى