أدب

شاهد.. ذاكرة الموت والهروب إلى الهاوية

قراءة في ديوان: في ،، ملاك موت بلا وطن ،، للشاعر اليمني حميد عقبي

فايزة سعيد| ناقدة من السعودية

من ذاكرة الموت تتناسل الحروف والكلمات.. في نص مفتوح قابل لكل التحولات. والاحتمالات… في ديوان ملاك موت بلا وطن للشاعر اليمني المغترب حميد عقبي، أمام كتابة مغايرة للسائد، كتابة ربما أقرب للواقع الذي نعيشه اليوم، خارجة عن المالوف، ففي هذا الكتاب صراع الذات مع ذاتها.هذه الذات المغتربة بعيدًا عن الجذور، والاهل، والارض الوطن، والأصحاب.. ذاتٌ في حالة صراع وجودي عميق مع الأشياء من حولها .. ذات ..قلقة ..حائرة .. مضطربة ..ضائعة
هاربة من جحيم الحروب والازمات الاقتصادية في وطنها الأم لترتمي في احضان الغرب المادي الراسمالي المتوحش، والذي اختصر الإنسان والوجود في عشيقة وكاس وسيجارة… حضارة مادية تركز على اللذة وتسلب اعمق ما في الانسان، روحه وضميره البشري.. ولأنها ذات أتت من عمق تاريخ ضارب في القدم من شرق روحاني فلم ينفع معها لا العشيقة، ولا الكاس ولا السيجار; فتشظات وانشطرت وتبعثرت وأصبحت كورقة طائرة في مهب الريح تبحث لها عن هوية مفقودة في عالم تسوده الفوضى ويعمه الاضطراب ويغني فيه الموت وحيدًا على شرفة عالم آيل للسقوط على الأرض، تتصارع فيها القوى على المغانم والمكاسب والمناصب، على حساب الناس … ما يميز الديوان أنه من يريده مسرحًا فهو مسرح ومن يريده شعرًا فهو شعر، ومن يريده قصة فهو قصة ومن يريده كتاب فهو كتاب ومن يريده اسطورة فهو اسطورة… ملاك موت بلا وطن، الغربان تنعق في سماء.. تمطر الموت، على تراب أرض قاحلة حيث الموت يطوق الانسان من كل الجهات …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى