أدب

وعد السماء

شعر : عبد الصمد الصغير

أَرى الْمَـواعيدَ تَـمْضي مِـنْ فَـمٍ لِـفَـمِ
لِتَقْـذِفَ الـرُّوحَ في شَـكٍّ وَفي عَـدَمِ

إِنّي أَرى أُمْـنِـياتٍ … مِـنْ يَدي هَـرَبَـتْ
وَهَـزَّتِ الَكَـوْنَ في رُوحـي مِـنَ الْأَلَـمِ

يَـقـومُ مِـــنْ كَـلِـمـاتِي … شـاعِـرٌ وَلِـهٌ
في الْعِشْقِ يَتْـلُو نَشيداً مُوقِـظَ الْهِمَـمِ

يَــقُـولُ شِـعْـراً قَـديـماً كــانَ مُـنْـهَـمِكاً
في جَمْعِ ذاتٍ تَلاشَتْ فـي رُؤى الْـعَدَمِ

يُغــادَرُ الـشِّـعْـرُ خَوْفـــاّ مِــنْ حَقـيقَـَتِهِ
وَيُكْـتَبُ السَّـطْرُ مِقْـياسـاً عَـلى الصَّـنَمِ

تَـفُــوحُ رائِـحَـةُ الْـغَــدْرِ الْـمُـحِيـقِ بِـنا
مِـنَ الظُّـنونِ الَّتي تَـغْلي عَـلى الْحِـمَـمِ

نَــذوقُ فـاكِــهَـةَ الْـعِـشْــقِ اللَّـذيذِ إِذا
مَــوَدَّةُ الـنَّـاسِ … تَـرْمـينا إِلى نَــدَمِ

مِنْ حَـرِّ قَـلْـبي يَقــومَ الـشِّـعْرُ مُشْـتَعِلاً
بِـالْعِـشْقِ يَـغْـلي بُـلُـوغـاً ذِرْوَةَ النِّـعَـمِ

كُـنّا صَـغيرَيْـنِ … نَبْـغي لَـثْمَ كُـلِّ يَــدٍ
وَقَلْـبُنا … ما رِأى فـي الـنُّورِ كَــيْ نَقُـمِ

لَـمْ نَنْـتَـبِهْ لِلْـهَـوى حِيـنَ اسْتَـوى يَنِـعاً
وَلَـمْ يَـثِـقْ عَـهْدُهُ فِـيـنا … وَلَـمْ يَـقُـمِ

صِـرْنـا كَبـيرَيْـنِ … حَـتّى فـاتَـنا عُـمُـرٌ
وَنَحْنُ نَبْـحَثُ في الصَّحْراءِ عَـنْ قَـدَمِ

فَـهَـلْ مَـضَى عُـمْـرُنا فِينا … وَلَـمْ نَـرَهُ
أَمْ أَنَّـنـا رَحْـلُ أَسْـفـارٍ … إِلـى الْـعَــدَمِ

أَخْـلافُ بَـعْـضٍ … وَأَرْقــامٌ بِـقـائِـمَـةٍ
أَقْــدامُـنا دَأَبَـــتْ … تَـمْـشي إِلى نَـدَمِ

مَـنْ عاشَ حُلْماً إِلى الْأَضْـواءِ يَحْـمِـلُهُ
عَلى خَيالٍ … مَـشى غَـرْباّ إِلى الْحَـرَمِ

شِعْـري يُنـادي سَماواتٍ.. وَمِـلْءَ دُنـا
مَــنْ ذا يُجـيبُ بِصْـوتٍ فيهِ نَبْـضْ دَمِ

نَبْـعي تَـرَقْــرَقَ تَـحْـتَ النّـارِ مُـشْـتَـعِـلاً
بِـالْحُـبِّ يَغْـلي كَـدَفْـقِ الْماءِ مِنْ حِمَـمِ

إِنّـي أُراهِـــنُ عِـنْـدَ الـنّـــاسِ مَــدَّ يَــدٍ
قَـلْبـي يَمُـدُّ يَــداً فِــي سَـبْـغَـةِ الـنِّعَـمِ

مـا أَطْـفَـأَتْ لَـوْعَـةُ الْـوِرْدانِ نـارَ لَـظى
وَلا دُمُـوعٌ لَـنا … جَـفَّـتْ مِـنَ الْـوَجَـمِ

قَلْـبي عَلى وَطَـنِي الْـمَوْجُـوعِ مُنْـفَطِـرٌ
شِــعْري يَـحُـومُ بِـعِشْقِ الرُّوحِ كَـالْحَرَمِ

إِنِّي ، كَـما لُـغَـتـي الْبَـكْـماءَ ، مُـنْـتَـظِـرٌ
وَعْـدَ السَّـماءِ الَّـذي يُـرْجي مِـنَ الْـقِدَمِ

لَـقَـدْ رَمَـيْـتُ بِـقَـلْبِـي فِــي مَحَـبَّــتِـكُمْ
تَبْـدو مَـحَـبّةُ قَـلْـبِي … غـايَـةَ الْـكَــرَمِ

أَنـــا الْـمُـحِـبُّ وَعِـشْقِـي لا حُـدُودَ لَــهُ
بِالْـحُـبِّ أَسْـقي عِـطـاشاّ تَـرْتَـوي بِـدَمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى