أدب

عندما انكسرت أغصان الفجر

بديع صقور | أديب سوري

خوفاً من أن تنام الشمس خارج سريرها

هزّت يد الفجر، وهمست في أذنه :

– سيكون الصباح يتيماً وحزيناً لغياب الشمس

 عن احتفالات العصافير .

*****       ******

لو كان يدرك أن الموت ينتظره

 تحت شرفة بيته،

لكان فكر بالطيران من نافذة غرفته،

والتصفيق بجناحيه بعيداً

عن زخات الرصاص.

******      ******

توسلت إلى روحه ألا تغضب من جهلهم

 لأنهم ذات يوم سيعلمون أن ما اقترفته

أيديهم من قتل كان المنتصر الوحيد فيه

هو الظلام.

******     ******

بكت رحيله..

لم تصدق أنه لن يعود

لم تصدق أنّ من يرحلون إلى الموت

لا يعودون أبداً.

                   ******       ******

وقت استيقظت من غيبوبة ألمها

على صوت  الزغاريد..

كانت النسوة ترش النعش بالأرز،

أثناء الصعود به إلى المقبرة .

******      ******

عندما نفتح سماء الكروم للعصافير

لا شكَّ في أن الصباح سيهزم الحقد،

وينتصر الحبّ،والسلام.

******     ******

يندحر الظلام

كلّما اقترب الضوء من نافذة القلب .

*******      ******

عندما نرسم ابتسامة على الوجوه

عندما نهزّ الأزهار لتنشر عطرها

عندمانقْتلعُ أشواك الحقد من صدورنا

عندما نقيد أيدي القتلة . .

حينها نعيش بسلام .

******    ******

وحيداً ينام في قبره . .

وحيداً ولا من يؤنس عشياته الطويلة . .

كيف له أن يرى النجوم ؟

كيف له أن يشارك الشمس نشر خيوطها

على الحقول والجبال، والأنهار،

والضفاف والنوافذ ؟ !

******    ******

لا يخدعنك أن القتل من أينما جاء

أنه طريق وحيد للحرية..

ماذا تعني لك حريتك الشخصية بعد دفعهم بك

 إلى مجاهل الأبدية ؟

******     ******

في نومك تحلم برجوعهم . .

قد تستيقظ فلا تجد أحداً ممن انتظرتهم

كثيراً ما نتوقع حضورهم . .

أخلفوا المواعيد ،وتلاشتالأحلام..

ما أقسى أن تتبدد المواعيد.

******     ******

يسربلونه في قيود الليل

 يتركون حنجرته للعتمة

ليس لهذه الزنزانة نافذة

ليس لهذه الصباحات طريق

 إلى بيت النجوم.

******       ******

تغيب الشمس وأكللك ” بشرشف ” من دمع

كان على هذه الأحقاد

وعلى هذا الغضب ألا يستيقظا أبداً.

 ******      ******

الأحقادٌ وهمٌ

والغضب لا مبرر له ..

أمامنا الكثير من الوقت لاقتلاع

الأوجاع من صدورنا،

وتحقيق ما حلمنا به ذات طفولة بعيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى