مقال

المعايير الأخلاقية للباحث العلمي في مجالات وفروع علم التربية

د. مهرة سعدي جاري العمري

كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة
rafef0222@hotmail.com

يتميز البحث العلمي بالعديد من السمات، من أهمها : التنظيم لإيجاد حلول لمشكلات محددة كما يُنظر إليه علي أنه عملية منطقية في خطواتها المتتابعة والموثوق بها، والموجهة لإثراء المعرفة الإنسانية الموضوعية والجادة، أي أن البحث العلمي هو مجموعة من الطرائق والخطوات المنظمة والمتكاملة التي يسلكها الباحث في معالجة أي مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً واختراعاً، أو تدليلاً وبرهاناً، بهدف التوصل إلى نتائج جديدة أو تصحيح معلومات سابقة، أو تطويرها، أو الكشف عن حقائق جديدة، أو إعادة النظر في تطبيقات قائمة، وبهدف إثراء المخزون المعرفي: النظري والتطبيقي والتجريبي للمجتمعات الإنسانية المعاصرة، وهذه الأهداف المأمولة، والطرائق والخطوات تختلف باختلاف أهداف البحث العلمي ووظائفه وخصائصه وأساليبه.
والبحث العلمي في مجالات وفروع علم التربية يسعى إلي تقديم إضافات جديدة في ميدان التربية والتعليم ، وذلك من خلال البحوث والدراسات التي يقوم بها الباحثون في هذا المجال. ومن أبرز المعاني حول (أخلاقيات البحث العلمي في مجالات وفروع علم التربية) أنها مجموعة من السمات القيَمية، والتي يجب أن يتحلى بها الباحث التربوي القائم علي تنفيذ هذا البحث التربوي، وأن يتقيد بها، وهي: المصداقية مع الذات، والعفة والحرص علي سلامة الآخرين، ودقة الأداء المعرفي، مع وجود الثقة المتبادلة بين أطراف البحث، ومراعاة شعور الآخرين المشاركين في البحث، إضافة إلي احترام الحقوق، والحرص علي سلامة ودفع الأذى عن جميع أطراف البحث، في وجود السرية التامة أثناء التعامل مع المعلومات، وعدم الكشف عنها، احتراماُ لحقوق ، وواجبات الآخرين .
ومن ضمن الأبعاد الأخلاقية للبحث العلمي في مجالات وفروع علم التربية تلك المعايير الأخلاقية التي تتعلق بالباحث العلمي في كافة فروع العلوم : الطبيعية منها، والإنسانية، مثل الصدق والأمانة، والدقة ، والعفة، واحترام وعدم استغلال من تجرى عليهم الدراسة ، وعدم خداعهم، بحيث لا يتركهم يعتقدون أن الباحث يريد معرفة شيء ما، وهو في الواقع يريد معرفة شيء آخر الابتعاد عن إشكالية السطو الأكاديمي ، احتراماً للملكية الفكرية لدي الآخرين بالإنصاف والموضوعية، والأمانة العلمية والنقد الهادف أثناء التعامل مع مراحل وخطوات تنفيذ بحثه ، وأن لا يتأثر بأفكار سابقة .
وهناك معايير أخلاقية تتعلق بتحديد الأهداف والطرائق التي يتبعها الباحث العلمي في مجالات وفروع علم التربية، والتي تتعلق بتحديد العينة من مجتمع البحث العلمي في التربية، إلي جانب المعايير الأخلاقية التي تتعلق بالإجراءات أثناء ممارسة الباحث العلمي في التربية لدراسته الميدانية . وهناك معايير أخلاقية أيضاً تتعلق بكيفية الاستفادة من المصادر البحثية أثناء ممارسة الباحث العلمي في مجالات وفروع علم التربية مثل: التركيز علي الرجوع إلي المصادر الأولية – قدر الإمكان – في بناء محتوي البحث، مع ضرورة توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته وقوانينه في تشييد محتوي البحث العلمي في التربية، والتدقيق في البنية المعرفية المراد اقتباسها من المواقع والمصادر الإلكترونية، والتأكد من مصداقيتها.
ومن ضمن المعايير الأخلاقية الأخرى ، والتي يلزم أن يتبعها الباحث العلمي في مجالات وفروع علم التربية هي تلك المعايير التي تتعلق بتسجيل النتائج المستنبطة من بحثه العلمي في التربية مثل أن يُقدم الباحث التربوي إجابات كافية ووافية عن النتائج التي يتوصل إليها من خلال بحثه، وبحيث يفهم القارئ هذه النتائج، ولا تكون غامضة أو مجهولة بالنسبة له، وعلى الباحث التربوي أن يفكر ملياً في ماهية المجالات التي سيتم فيها توظيف نتائج بحثه، مع التفكير في مدي المنفعة من نتائج بحثه، والتي يجب أن ترتبط بمصلحة من جرت عليهم الدراسة، وبالتعاون معهم. كما يجب على الباحث في كافة مجالات وفروع علم التربية أن يُدون كل النتائج التي يتوصل إليها من خلال بحثه، والذي يقوم به، وحتى لو تعارضت نتائجه مع توجهاته وقناعاته الشخصية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى