لكِ جينة الياقوت

فايز حميدي | أديب فلسطيني مغترب
-١-
مستوحداً يستيقظ فيَّ مطر الحزن
محاصراً بين الصمت والخذلان
متسائلاً في زمن السقوط المهين
يا غزة الروح أي روح تملكين
لا تنثني ولا تلين ؟
أشعلتِ عتمة الليل والألم دائم الحضور
تقرحتْ حُنجرتكِ
كم ناديتِ يا أخوةَ التُراب
والجرحُ سائلٌ
والليلُ موحشٌ
والنار كمشنقة العمر تحشر أنفها بالوتين؟
لكن الصوت ضاع وَفُقِدَ الأثر
هل أسرفنا في آمالنا
في حاضرٍ مُعتمٍ يغتالُ الحُلم ؟
هل رؤانا أدركها الذبول؟
يا غزةَ الرُّوح لكِ جينة الياقوت
ومخلب شاهينٍ
وقلبُ يمامةٍ
وَعصف رياح
-٢-
يا غزة هاشم
يا نفحةً من عطر الإباء
فوق سارية الضمائر
أعرفُكِ كما تَعرف العينُ هُدبها
ما ضيعت وجوهنا يوماً درب الرجوع
لن نطوي أسرَّة أحلامنا
متى تَغسلينَ يديكِ بضياءِ الفَجر
والغار فوق الجَبين ؟
-٣-
متأملاً وجهَ البسيطة
هُناك في البعيدِ البعيد
أبصرتُ دَمي
عَلمٌ ينزفُ في قلبٍ مَحزون
عَلمٌ يَزهو في يدِ مُحتجٍ
وَشارات نصرٍ
وأرواحٌ صَامتة
وهنا من المُحيط إلى الخليجِ ظلالٌ دَاكنة
عجزٌ مروعٌ
سرابٌ لا يحدُّ
بلادٌ تَحتسي عجزها
دمعٌ يُحرك الأشّجان
وأمسى التَذلل والتطبيع بالمجان
بلادٌ مُنتهكة من كَعبيها حتى جَبينها
والرّوح تكابدُ مثل غواصٍ يشهق
طلباً للهواء ….
………….
القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية


