أدب

الموج

إلى أخوتي شهداء الإعصار دانيال

بقلم: أحمد جمعة
ما الموج يا أخي الليبي
الذي لطالما حمل في سراويله
البحر
وصاد للأحلام قبل رؤيتها
سمك الحقيقة؟!

ماتت المدينة
والنسوة العائدات متجملاتٍ
لأزواجهن
والأطفال الذين قرر حالمان
تسميتهم،
فقط كالصراخ بقي البحر
لأنه الأطول عمرا.

كانت هنا بيوت
تلبس بزات النور في الليالي
التي يصيع فيها القمر
مع نجمة ليل
خلف الأرض،
فمن يرشد السكارى الآن
حين يعودون من حانات النواح
إلى مقابر
أحبّتهم؟!

كانت هنا عائلة تغرس الأزهار
وهنا مربعات حجلة
لا تنمحي
وأيضا هنا كانت عجوز في كشك بقالتها
تبيع للأطفال
الحكايات
بقُبلة،
فلماذا أيتها الريح وضعت يدكِ الوسخة
في يد الموج الخبيث
ومحوتِ
عن فم ليبيا
البسمات؟!

الموج؟!
ما الموج يا أخي الليبي
الذي حطب ما في الأرض من شجر
ونجّر مركبًا
يكاد يتسع لأحزانه،
الذي لا يهدأ لقلبه نبض
كل ليلة
قبل أن يخلع بيديه الطاهرتين
للموت
أسنانه!
كتب :
أحمد جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى