مَا بَينَ الجَهَلةِ وَالعَقَلَةْ
د. عز الدّين أبو ميزر | فلسطين
أصنَامُ الجَهَلةِ قَد كَانَت
مِن حَجَرٍ أوْ خَشَبٍ أوْ تَمْرْ
إنْ يَرضَ مُقَدّسُهَا مِنهَا
يَعبُدهَا كَيفَ يَشَا وَ يُسَرّْ
وَجُذَاذَا يَجْعَلهَا إنْ يَغضَبْ
وَ عَلَيهَا يَبصُق وَ يَمُرّْ
وَالآخَرُ يُشعِلْ فِيهَا النّارَ
وَ يَغنَمْ دِفئًا يَومَ القَرّْ
وَالثّالِثُ إن أضنَاهُ الجُوعُ
فَيَأكُل مِنهَا مَا استَيْسَرْ
لَكِنَّ العَقَلَةَ قَد جَعَلُوا
أصنَامًا بَشَرًا تَتَفَكّرْ
وَ تُخَطّطُ كَيفَ تُذِلّ النّاسَ
لِتَبقَى رَبّهُمُ الأكْبَرْ
وَ عَلَى الكُرسِيّ فَلَسْتَ تَرَى
أحَدًا إلّاهُمْ يَتَصَدّرْ
وَالكُلّ عَبِيدٌ عِندَهُمُ
وَتطِيعُ الأمْرَ مَتَى تؤمَرْ
فَلَبِئسَ العَقلُ بِمَا نَحيَا
كَمْ كَانَ الجَهْلُ بِنَا أجْدَرْ