الأموات لايعودون

سمير حماد – سوريا

كم هو قاس ومرير 
أن ترى العالم يموت أمامك
ولا شيء تستطيع من أجله
العواصف تدمّر غاباتٍ بعمر الزمن وتمضي
تاركةً في نفسك حسرةً لا تنتهي
تتركك مكوّراً في حضن الذاكرة
تمضغ آهاتك في كهفك الذي تصفر فيه الريح
مهددة باقتلاعه و زوال كل شيء
لكنك تثبت في مكانك لا تبالي
تقرأ الحكايات عن أبطال صمدوا وانتصروا ..
وتستحضر أصدقاء رحلوا
تحدثهم عن الطفولة البعيدة
وازمنة المواسم وليالي الصيف الغابرة
تغرورق العيون بالدمع
عندما تمر المشاهد القديمة في الذاكرة
تبتهل أن تعود الأيام إلى سابق عهدها
لكنها تستمر  ببطء شديد
على وقع موسيقى حزينة
وتستمرُّ الشمس الشاحبة
متدفقة من الكوى كعادتها كل يوم
تغفو بعد أن مزقك الحزن , وبؤس الانتظار
كل حياة إلى فناء والأموات لا يعودون
ومن بقي منهم متعبون سئمون
كالانهار التي تشق طريقها تبحثُ عن مصبها
لتلقيَ نفسها فيه كي تستريح من التجوال
وتستلم آمنة بين ذراعيه
لكنها لن تعود أبدا إلى منبعها الأصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى