سوالف حريم.. زغرودة يا بنات

حلوة زحايكة | فلسطين

ما أن سمعت أن العاهل السعودي قد أصدر أمرا ملكيا بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، حتى كدت أطلق زغرودة من قحف الرأس احتفالا بهذه المناسبة، لكنني عدلت ذلك خوفا من أن يتهمني الأهل والجيران بالجنون، وبالتأكيد فإن من يقف وراء هذا القرار هو وليّ العهد محمد بن سلمان وليس والده الملك.

وإذا جاء هذا القرار بعد ما يقارب الستة عقود على اختراق الروسية فلنتينا تريشكوفا للغلاف الجوي، وتخطّت الجاذبية الأرضية، فإنّه من محاسن الصدف المبكية المضحكة أن يسمح للمرأة السعودية أن تقود السيارة، في نفس اليوم الذي اختيرت فيه السيدة مركل مستشارة لألمانيا للمرّة الرابعة.

ومن المبكيات أن “عالما داعية” سعوديا ظهر على إحدى الفضائيات الخليجية في الليلة السابقة للإرادة الملكية، يشرح لأتباعه ومريديه في أحد المساجد بأسلوب ساخر أنّ “المرأة ناقصة عقلا ودينا” وأراد أن يثبت لهم ذلك بلغة العالم الواثق! وهو يشرح لهم أنّ المرأة غير مؤهلة لقيادة السيارة، فسأل وهو في قمة السعادة والحبور: كم صلاة تصلون في الشهر الوحاد؟ وأجاب: أنتم تصلون 30 يوما × 5صلوات = 150صلاة. لكن المرأة كم صلاة تصلي في الشّهر؟ وأجاب 30-7= 23 يوما، وأضاف ضاحكا: أنتم تعلمون لماذا لا تصلي المرأة سبعة أيام في الشهر! ويبقى الجواب:

23×7 =115 صلاة، وتساءل: من الأكثر 150 صلاة يصليها الرجل في الشهر، أم 115 صلاة تصليها المرأة؟ إذن هل عرفتم أن المرأة ناقصة في دينها؟ أمّا بالنسبة لنقص العقل عند المرأة، فهذه قضية يعرفها الجميع! فشهادة امرأتين بشهادة رجل واحد، وهذا يعني أن المرأة بنصف عقل! وأضاف الدّاعية “العلامة”!: وإذا ما طلبت المرأة أن تقود سيارة، فهذا يعني أنّها فقدت نصف ما يتوفر لها من عقل! يعني نصف النصف، وهذا يعني أنها أصبحت بربع عقل! وتساءل بلهجة المنتصر: فهل يوجد دولة في العالم تسمح لمواطن فيها بربع عقل أن يقود سيارة؟

شاهدت بعينيّ وسمعت بأذنيّ ما قاله هذا “الداعية” على شاشة الفضائية، فلطمت وجهي براحتي يديّ وقلت لنفسي: بهذا “الداعية” وأمثاله أصبحنا أضحوكة للأمم. وأغلقت التلفاز وبكيت لحال أمّتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى