هنا الموتُ والحياةُ

مازن دويكات | فلسطين

سأخرج من ظلي

سأخرجُ وأبقى على هذه الأرض وحدي

دون ظلالْ

لا أحبّ العلو

لا أحبُّ السمو

أن كان فيهما بعدي

هربَ الظلُّ وتوشّح الجبالْ

أريد أن أكون جناحكِ الأيمن في الحياةِ

جناحكِ الأيسر في المماتِ

لكِ أن تأمريني بالرفرفة أعلى قليلاً

من منسوبِ العشب وأن أحاذي التلالْ

الجناحان شمسُ وقمرُ ليلٌ ونهارٌ

وما بينهما ستُ قارّاتٍ

اختُزلتْ بهدبكِ الهلالْ

هنا الموتُ والحياةُ

طفلان يلعبان بضفائر حزنكِ

وأن اختصما يبكيان

على وردةِ الضفيرة, 

والضفيرة تشنقُ في حرير الغياب

وهنا رماد الدمار ِمحضُ اشتعالْ

اذهبْ بعيداً عن وقتنا

وخذ زهرة البابونج من ضريح صمتنا

ويا وحدنا تعالْ

كيفَ لا تحتملنا ونحن واحدُ

تناصف فقداً

كيف أطعت السكين يا حبة البرتقالْ !

سنعود لبذرتنا الأولى

ربما نصعدُ واحداً

من كيمياء هذا التراب وعلى ظلنا

تتفتّتُ فسيفساء الغياب

أيها الترابُ لمّنا من قارتيّن

وأرسلنا إلينا في البريدْ

في ضوء ضفائرها تستحمُّ الينابيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى