أيها المطلق الحزين.. أحبك رغم طردك لي

السيد عبد الغني | مصر

(1)

إلى من توَّقني ونأى

وعانقني ورزح في عناقه وداعه الأبدي

أناديك خاليا من الخوف الجائر على معنى وجدي

كمسِر وسارِر لكنهك

فاقترب يا ساجعي على الجنون والموات

كافرك في دجيتك

يشرق بذاته ووحدته

متحلِ بالغربة العميقة

فبقوتك وغضبك تجلى لا رحمتك وعفوك

أريد أن أفنى

وأزهد فيك مرة

زِل خمارك

واعصم نفسك من إيلامي ثانية

وتعال لعريي.

أيها المطلق الحزين

كرامات الزهور جفت

وتواشيح المبهم صمتت

فاغرف لي من جهرك وسِرك

العارف يحارب عرفانه

يقاوم دنه لأكوانه

(2)

يجرح الآخر علمي بك

وما يسري في مفهمتي

يؤولك بغير وحدتك فينقصِك كلك

يوحِشك كهويته

ويزنك بحسه وأناه

فيهدرك على كيفه وكمه.

رشِد عريك عليّ

وحجبك عليهم

لا أقوى على نورك

ولا يقدروا على ظلمتك.

لعنوني باسمك في غيبك

وأدخلوني نارك بلغتك

يا عيني ألمى عماني عنهم

وأظهرك لي

أحبك رغم طردك لي

رغم وداعك لي

رغم خفيتي من العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى