صمت متقن

الزهراء صعيدي | سوريا 

ماذا جنيتَ سوى الأحزانِ والكُرَبِ؟
جوزيتَ يا قلبُ من دنياكَ بالتّعَبِ

///

مواكبُ الحظّ غضّت عنكَ وجهتَها
وعمّكَ اليأسُ من نكرانِ مُرتقَبِ

///

ما الحلمُ غيرَ سرابٍ ضنَّ موردُهُ
تخالُهُ النّورَ إن تلمَسْهُ ينحجبِ

///

تغتالُ وحدتَك الصَّماءَ أخيِلةٌ
من كلِّ زاويةٍ تأتيكَ بالنُّوَبِ

///

أتقنْتَ صمتَكَ والأنّاتُ ترهقُهُ
كالسّرِّ تدفنُهُ الأكوانُ بالحُجبِ

///

يجري بكَ الوقتُ في إتمامِ غفلتِهِ
عن كلِّ جرحٍ بدا كاللّيلِ من نصَبِ

///

بي شوقُ آذارَ للأوطانِ يحضنُها
وعامُهُ باتَ صيفًا مُقفرَ السُّحُبِ

///

بي صرخةُ اليُتمِ في التّشريدِ يمنعُها
قيدٌ بأحبالِ صوتٍ جدُّ ملتهبِ

///

لو حيلتِ الأرضُ أملاحًا لأدمُعِها
ما ذابَ قهرٌ رسا بالقلبِ من حِقَبِ

///

لامُوا على كبدِ الإحساسِ زفرتَهُ
لمّا رمَوا وردَهُ للنّارِ كالحصَبِ

///

وأغرقَ الحزنُ نايَ الرّوحِ في شجنٍ
تصبُّ لوعتَها الألحانُ في القصبِ

///

لونُ الفراقِ كئيبٌ ليسَ يشبهُهُ
سوى غروبٍ يساوي الصّخرَ بالحطَبِ

///

تخبّئُ الشّمسُ بالأنوارِ دمعتَها
ويفضحُ اللّيلُ لونَ الدّمعِ في الشُّهُبِ

///

كي تدركَ الكُنهَ لا تفتنْكَ قشرتُهُ
إن تسبرِ العمقَ تلقَ الضّدَّ كلَّ خَبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى