الناس في زمن الكورونا
سعود الأسدي | فلسطين
بيوت النّاس في زمن الكورونا زرائب لأهلها، والسّلام بالكوع.وإنّ العالم اليوم أمام هذه الجائحة في هزيمة نكراء وعلى مفترق طرق لذا أقول:
لَقَدْ مَازَتِ الحَرْبُ القَدِيمَةُ أَهْلَهَا
بِرُمْحٍ وَسَيْفٍ لِلطِّعَانِ وَلَلضَّرْبِِ
وَلَكِنَّ كُوْرونا تُحَاِرُبُ كُلَّنَا
وَتَهْزِمُ أَعْتَى مَنْ عَلَيْهَا بِلا حَرْبِ
تَرَى الصِّيْنَ ذَلَّتْ وَهْيَ ذَاتُ عَزِيْمَةٍ
كَذَلِكَ أَمْرِيكا تَلَتْ دُوَلَ الغَرْبِِ
وَنَحْنُ تَرَانَا أُمَّةً في هَزِيْمَةٍ
وَذَاتَ اتِّكَالٍ في النَّجَاةِ على الرَّبِِّ
وَمُذْ أَلْفِ عامٍ قالَتِ النّاسُ قَوْلَهَا
وَقُلْنَا كَفَاكِ الذُّلُّ يا أُمَّةَ العُرْبِِِ
وَذَاكَ لِأَنَّ العُرْبَ لَيْسُوا لِصَدَّةٍ1
وَلا هَدَّةٍ تُرْجَى لَدَى البُعْدِ وَالقُرْبِِ
وَلا مِنْ شِفَاءٍ للشُّعُوبِ وَإِنّها
سَيَسْعَى بِهَا السَّعْيَ الحَثِيثَ إِلَى الكَرْبِ
وَكُلُّ جَبِينٍ شَامِخٍ سَوْفَ يُبْتَلَى
بِخَفْضٍ وَأنْفٍ سَوْفَ يُرْغَمُ بِالتُّرْبِِ
وَلا سِرْبَ يَنْجُو من بَلاءٍ لِأنّهُ
سَيَخْلُصُ مِنْ سِرْبٍ وَيَمْضِي إِلى سِرْبِ
فلا الأَكْلُ مامونٌ وَلا الشُّرْبْ آمِنٌ
كَأَنْ حَيَّةٌ بَخَّتْ على الأَكْلِ والشُّرْبِ
كَفَى زَرْبُهَا2 الإِنْسَانَ في البَيْتِ مُكْرَهًا
وَمَنْ قالَ إِنَّ الَبْيْتَ يُصْبِحُ كَالزَّرْبِ
وإمّا التَقَى شَخْصٌ بآخَرَ تَلْقَهُ
لدى خوفِـهِ العَدْوَي يُسَلِّمُ “بالوَرْبِ”3
ــــــــــ
هامش:
1- العرب ليسوا لضدّة ولا هدّة بل لعثرات الزّمان.
2- زَرَبَ المواشي أدخَلَها في الزّريبة ، والزِّرْب : الزّريبة موضع المواشي من أغنام وسواها، وإنّ بيوت النّاس في عالم اليوم قد أصبحت زرائب لأصحابها ، ولا فخرْ .
3- يُسَلِّمُ بالوَرْب : أي بكوعه على جنبه ، وليس مصافحة باليد ، وهذا ما لم نكن نتوقّعه، وربّما سيصبح تقليدًا متّبعًا في المستقبل من الأيّام ، لأنّ الكفوف الطّاهرة والنّظيفة في هذا الزّمن نادرة .