ها هو عام آخر يمرّ
سمير حماد | سوريا
ها هو عام آخر، يمرُّ,
هل أخذنا نصيبنا, من الألم, كاملاً؟
بعد كلّ هذا الخراب؟
أصدقاؤنا هجروا , وكذلك جزء مهم من عمرنا،
هل بقي من لديه القدرة,
لتبادل البسمة مع الأطفال؟
أو التمتّع بمنظر الزهور؟
أو الفرح بقدوم النهار, وسطوع الشمس؟
إلى متى سنظلُّ نهرب, صوب الغروب,
كي نفتح كُوى الليل, ونواجه حزننا الدفين,
بعد أن ذبلتْ الورود في حديقة حياتنا،
عشت حياتي مبتسما ضاحكا,
منحت محبتي للكثيرين, وما لديّ من فرح،
وشعرت بمحبة بعضهم,
وكراهية وحقد آخرين, وسخريتهم الثقيلة،
تألمت منهم, وعليهم،
هل مات قلبي الآن, أم أتوهّمُ؟
أتلفّتُ حولي, فأرى وأسمع من ينادي،
دون قدرة لي لتلبية النداء،
والأكثر أنني لا أعبأ بمن ينادي،
يحتلّني مللٌ, وإحباط, وأرقٌ مسترّ،
أستيقظ باكراً, دون أي شعور بأنني نمْتُ،
لوكان لي جناحين أطير بهما,
خارج هذا الوقت والظلام،
متى تفتحين أيتها السماء لي أبوابك؟
متى تستقبلني أيها الرب؟
دعني أتوارى, خلف سماواتك,
بعيداً عن هذا العالم،
دعني أدخل ملكوتك،
بعيداً عن كلّ هذا الدجى الذي لا يُطاق .