من ذكرياتِ طفولتي البعيدة… رَبابَةُ الغَجَرِيّ
تيسير حيدر| لبنان – عيترون
يَسْترسِلُ في نَفْحِ روحِهِ فوق أوتارِ َربابتِهِ حتَّى تُلامِسَ الآه
الغَجَرِيُّ الجائعُ، يَحملُ قارورةً يَجمعُ زَيتَ القرَويين الطَّيِّبين الذين تَسِيلُ قلوبُهُم كاخْضِرارِ زَيتونِهم جوْدا.
كانت أنامِلُهُ تُرنِّمُ في قلبي وكُنتُ طِفلاً لا يَعي إلاَّ أنَّهُ مَسْحورٌ في مَسْرحِيَّةٍ مُتَنقِّلةٍ من بيتٍ إلى بَيت.
الدَّواري تَضجُّ، تَغارُ من الزَّائرِ الذي يُسابِقُها على سَرِقةِ عَطْفِ الفلاَّحين.
لَيْتني بَقيتُ طِفلاً، أجلسُ قُربَ رَبابتِهِ والبَقراتُ في حضائرِ البيوتِ في صُراخٍ جَميل!!