معركة غير عادلة

شعر عصام نصرالله /مصر

همَّشتِ واقعي
فصرتِ حقيقتي الكبرى
أنت الأمازونية الوحيدة
الصامدة
في وجه جحافل
النسيان التترية
بِمَ أدعوك
والدنيا كلها
احتشدت
في عينيك
تشدُّني
كلما أبحرت بعيدا
كأنك آخرُ معاقل الحضارة
إذْ ليس أمامي
سوى أطلال
تنعق فوقها الغربان
لستِ ماضيّا
حاضري بين أناملك
يعجز عن التنفس
أضلاعي سَندان
تتهاوى تحت غباء
إصرار مِطرقة
سُلب من غدِّي الأمل
أعمى يتخبط
بين جدران من ضباب
لا ضوءَ يتيمٌ
يغني عن نور الشمس
يذكرني كل صباح بك
حين أمسح عن وجهي
آثار النوم
إذ تشغل عيناك
تلك المساحة الفاصلة
ما بين الصنبور وأصابعي
يتشكل طيف ابتسامة
فوق وجه الماء
بين كفيّ
يحتلُّ ببراعة كل نهاري
أُصارع نفسي
في معركة خاسرة
ذاكرتي اللعينة
عميل خائن
لحساب شفتيك الآثمة
حسنا…
يبدو أن خسارتي مؤكدة
لكني في الجولة القادمة
سأصيب ذاكرتي
بزهايمر فتّاك
فمباح في تلك الجولة
كل صنوف الغاز المحرَّمة
سأُدشن كل وسائل الإعلام
ضد ابتسامتك
وأثبت للقضاء
عدم حيادية عينيك
سأبثُّ بين مدنك
الطابور الخامس
الذي يمتلك
وثائق سرية غير سارة
عن اضطهاد موجَّه
ضد كل من يحلمون بك
لا ضيرَ من المحاولة
للمرة الألف
غير أن….
كل الاحتمالات المطروحة
أشبه بالهراء
بوجود
تلك المضخة الغبية
في صدري
فهي تعاني حقا
من سوء فهم للانتماء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى