إلى الله شكوى
عبد اللطيف جرجنازي| سجال عالم الثقافة
إلى اللهِ شكْـوى خافِقـي حيـنَ يألَـمُ
وإنّـي بِـمـا أسْـعى إلـَيْـهِ سَـأُقْـدُمُ
حَيـاتـي أراهـا كالسَّـرابِ بِـقـيـعَـةٍ
و لـكِـنَّـنـي أسْـرارَ عُـمْـرِيَ أكْـتُـمُ
صَبور ٌعلى الآهاتِ تَفْري مُـهَـيْـجَتي
وحِمـْلي مِـنَ الويْلاتِ مااللـَّه ُأعْـلَـمُ
وأسْعى وأسْعى والرّغيـفُ بعَـزْمِـهِ
وأبْـني مِـنَ الأحْـلامِ غَـيْـرِيَ يَـهْـدِمُ
ومَـوْج ٌمِـنَ الأسْعارِ قدْ هاجَ عنْـدَنـا
وجَـمْـعٌ مِنَ التُّـجـارِ بالظُّـلْـمِ مُغْـرمُ
هُـمُ احْـتِـكـارٌ لِـلْـمَـوارِدِ كُـلِّـهــا
أليْـسَ بِجُـرْمٍ حيـنَ طِـفْـلٌ سيُـعْـدَمُ
فَـلالَـبَـنـاً يُـسْـقـى إذا جَـفَّ عـودُهُ
فَـمَـنْ بِفِعـالِ المُجْرِميـنَ سَـيـَحْكُـمُ
فَـجـوعٌ وسَـلْـبٌ والمَغـارِمُ كالزُّبـى
جَـوادٌ لأعْــداءِ الـحَـيــاة ِ مُـكَـرَّمُ
تَـبـارَتْ جُمـوع ُالخائِـنـيـن َطُـفـولَـةً
وكُـلٌ على جَـنْـيِ المَكاسِبِ يَـرْسُـمُ
فمـا سِـلْـعَـةٌ إلا وسَـهْـمٌ بصَـدْرِهـا
سِـهـامُ غَـلاءٍ بِـالـمُـواطِـنِ تُـحْـكَـمُ
وعَـنْـتَـرةُ العـَبْـسيُّ مَـنْ نـالَ جَـرَّةً
مِنَ الغاز ِفي نـارٍ مِنَ البيْت ِتُـضْـرَمُ
وكأسٌ مِـنَ الشَّـايِ المُخَمَّـر ِشَهْـوةٌ
و سُـكَّـر ُبَـيْـتٍ مِـنْ زمـانٍ مُـحَـرَّمُ
فَلا الـبـُنُّ مَـوْجـود ٌولابَعْـضُ ريـحِـهِ
مُـواطِـنُـنــا فـي كُـلِّ ذلِـكَ يَـحْـلُـمُ
على البَيْـضِ تَسْليـمَ المُحِـبِّ عَشِـيَـةً
ومَنْـذا جِماحَ البَـيْـض بالسِّعْـرِيلْـجُـمُ
إذا ذَكـروا ضَـأْنـاً يَسـيـلُ لُعـابُـهُـمْ
فَـصَـيْـد ُالضَّـواري عنْـد َذلِـك أرْحَـمُ
فَـيـالَـعْـنَـةً حُـلّـي عليْـهِـمْ سَـحْـرَةً
و مَـأْواهـُـمُ يَـوْمَ الـتَّـنــادِ جَـهَـنَّـمُ
بِـلادي سَـتَـبْـقى دارَ عِـزٍ بِـأَهْـلِـهـا
و كُـلُّ عُـتُـلٍّ بِـالـمَـهـانَـــةِ يُـرْجَـمُ
عبداللطيف محمد جرجنازي