نزاهة الانتخابات .. متى تعتبر الانتخابات ذات مصداقية؟
د. حنا عيسى | فلسطين
احذر من كل من يقول لك أنا أعرف ، فلو كان يعرف لما قال لك ذلك.. إذن ، لا شيء يوحد الشعب حول قائدهم كعدو مشترك لذلك في الحرب لا نرى الناخبين يغيرون قادتهم. فرصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب ، بل في وعي الناس .فإعطاء الناس حقوقهم لا يتطلب منا أي تنازلات .. واحترام الأفراد لا يتطلب مالا حتى .. وإعطاء الناس الحرية لا يتطلب صفة سياسية .. والتخلص من القمع لا يحتاج إلى استبيانات .. يكفي أن يعلم الشعب أنه كان هناك انتخابات ، والشعب الذي يدلي بصوته لا يقرر شئ ، ولكن من يقوم باحتساب الأصوات يقرر كل شئ..لهذا السبب ، أعلم أن استيقاظي طوال الليل لن يغير من نتيجة الانتخابات في شئ لو أنني خسرت، ولو أنني فزت سأكون بصدد يوم عمل شاق في الصباح التالي، ولذا فالراحة والنوم أفضل في كلتا الحالتين..فالنمور لا تمزق بأنيابها إلا لتأكل ..أما نحن ، قد أفنينا بعضنا بعضاً من أجل مقاطع في هذا النص أو ذاك ..استدامة الديمقراطية في فلسطين تتطلب تهيئة مناخ ديمقراطي وثقافة ديمقراطية ودعمها بالتربية والتعليم أولا وتفترض توافر حرية الرأي والتعبير ثانية ويتعين على المؤسسات الديمقراطية أن تكفل مشاركة الجميع في المجتمعات المتجانسة وغير المتجانسة على السواء وذلك من اجل الحفاظ على التنوع والتعددية والحق في الاختلاف في ظل مناخ من التسامح ثالثا.فالديمقراطية غاية وليست وسيلة كما في عبارات الإصلاح لترقية العمل السياسي في النظام الحاكم الذي يعد بمثابة القلب إذا صلح ، صلح الجسد كله وإذا فسد ، فسد الجسد كله. لذا الديمقراطية تمثل ارادة كل فرد وفق مبادئ وقيم والحكم العادل المبني على الاستحقاق والجدارة