على ضفاف بردى
مروان عياش | سوريا
(إعادة صياغة للوجع)
سوريةٌ جداً جداً
حكايةٌ شعبية
من حي الشاغور.. بائسة
نسيتها الحرب
تترنح على ضفة نهر مقهور
تشهقُ آسنةَ المدينة
وتزفرُ وجعَ الحاراتِ العتيقة
عينان ذابلتان… كتين الشام
ويدان ترتجفان…
كجناح الحمام المذبوح
تبتلع صوتها
وتخاف الكلام
الكلام في بلادنا حرام
جَلستْ فوق النهر
صامتةً… كإحدى الأحجار
يلطم الدمع خدها
ويُقبِلها موجُ الأحزان
تنتظرُ مَن تركتها
ذات صباحٍ كالأحلام
قالوا لها
إن بردى ينبعُ من الجنة
وأن الملائكة تتنزلُ في آذار
قالوا لها
إن أباها سيزهر مع الياسمين
والياسمين أرواحٌ تشتاق
يتيمة الربيع
قفزتْ وارءَ صورةٍ
تراءتْ على كف الماء
تبحثُ عن باب يفتح للموتِ حياة.
عن بلدٍ غَرقَ في الطين
وأمٍ تلاشتْ كسحابةٍ بين ذراعيها
على ضفاف بردى
خلعَ التاريخ عباءةً قذرة
وغارَ كالخُرافاتِ في دهاليز المدينة
وعلى ضفاف بردى
أطبقتْ كل السموات
و انثالتْ ..فوق وجهٍ يابس
تنزربُ تحت عربات الفقر الخجولة
وعلى ضفاف بردى
ماتتْ كلُ آلهة السيباطات
محشوةً في كعب العُميان
وعلى شِفاف بردى
تعمدتْ صَبيةٌ
ذنوبها ثمانية
سَماها أهلُ السماء
(سَورا بنت البلد)