رُكام يَفوحُ ذِكْريات

تيسير حيدر | لبنان

 

ألجُدرانُ الحَجَرِيَّةُ في الكُرومِ

عَبيْرُ أنامِلَ ارْتاحَتْ من حِمْلِ الحَياة

وَلَّتْ تَرَكَتْ رُكاماً يَفوحُ ذِكْريات

كمْ مِنْ زوَّادَةٍ نامَتْ تحتَ شَجَرةٍ جائعة!

كَمْ مِنْ إبرِيْقِ فَخَّارٍ انْدَسَّ بيْن الأعْشاب حَنانا!

كَم مِنَ العَرَقِ والدَّمِ سَالَ لِتُبْنى الجُدران!

مَنْ وَزَّعَ باقاتِ الأحْجارِ وَرَصَفَها كَقُبَلِ الأطْفال؟!

مَنْ نامَ تحتَ زَيتونةٍ ثُمَّ وَلَّى مع الغَمام، تَاهَ في النسْيان؟!

أعمارٌ كانَتْ هُنا، تَبْسمُ، تَعْملُ، تَزْرَعُ، تُنَقِّبُ في صفحاتِ الأرْضِ الصَّخْرِيَّة، بَحْثاً عن كَنْزِ الإزْهار

آمالٌ مَنْثورَةٌ هُنا بجانِبي، أعانِقُها فَتَخْضَرُّ هاماتُ الأشْجار

أمَا يَزالُ الرِّجالُ يَنامونَ هُنا في هذه البُقْعَةِ الَّتي زَرَعوها رَياحِيْن انْتِظار؟!

أما زَالوا يُعَانقونَ جُدْرانَها يَحْمونَها من الانْهِيار؟

طَوِيْلَةٌ أعْمارُهُم، لَيْلاً يَسْرحونَ مع أحِبَّتِهم في التِّلالِ والوِهادِ والوِدْيان

صَباحاً تُوَشْوِشُ لَهُم الشَّمْسُ فَيَغْفون

نُلَمْلِمُ أخْبارَهُم من البَراعِمِ والعَصافِيْرِ العاشقة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى