امرأة باهتة الدهشة

ريناس إنجيم | ليبيا

 

ذلك الذي سدد فواتير عتمتي

في الخفاء

وأنا بين فكي الحيرة

وانتشلني من هوة الضياع

دون أي مقابل

ولا حتى كلمة شكر

أحبك..

فلم يكن للقنديل من حيلة

غير أن يضيء

وإلا عوقب بالإهمال.

على رف خزانة منسية

أصابها الهجر

بعد أن كانت تعج بالبخور والحرير

وحكايا الجدة

وملامح الحياة في كل نواحيها

صارت مرتعا لتفاصيل مهملة

لا أحد يأبه لها

كـ جذور شجرة شابة.

وارفة الجمال

تعالت..

وتفرعت

واستكبرت

حتى أصبحت في نظر مالكها حطبا

فـ أصابها خريف التخلي

فلم يكن لها منفذا

إلا أن تدفع ثمن تهورها

حطبا يبعث الدفء

لمن كانوا يستظلون بظلها

كانت شاهقة السمعة

باسقة الصيت

كانوا يثنون على دفئها كما ظلها

وكانت جذورها تعاني الوحدة

دونما أحد يشاركها الألم

نسوا وتناسوا

أرجوحة تلك الطفلة

التي كانت تبحر بها في عالم الفرح

ومواعيد للحظات تاريخية

تركها عشاقها بعد أول نشوة

عند أول قبلة

وأول عناق

أحرقوا الحب

ودفنوا صدى الضحكات

ذلك الدخان

الذي أدمع عيون المجتمعين

حول المدفأة

لم يكن سوى عزاء أقامته الطبيعة

حزنا على تلك العصافير

التي فقدت صوتها برحيل الشجرة

مشهد يتكرر في رزنامتي

يكتم أنفاسي

يجعل مني باهتة الدهشة

مخاض يصيب خاصرة عمري

كلما تدثرت بدفئها

أود لو أتقيأ قصائدي

التي كتبتها وأنا في حالة حب

أو أقطع عنقها

وأجعل دمها يغسل وجه الندم

فلا شيء يستطيع وصف ما أنا عليه

غير طفلة في عزاء أبيها

تبحث عنه بين المعزين

كي يشتري لها الحلوى!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى