سوالف حريم.. الخبيزة
حلوة زحايكة | القدس
بلادنا فلسطين لا يجوع فيها إنسان، فهي أرض خصبة معطاءة، تنتج من طيّبات الخيرات ما لا يعدّ ولا يحصى، فما أن تتساقط حبّات المطر الأولى حتّى تنبت أنواع شتّى من النباتات البرّيّة التي تؤكل نيّئة كالذّبّيح والحمّيض والكعفران والمرو والزّعتر، ومنها ما يطبخ كالخبّيزة واللّفّيتة والعكّوب وغيرها، ومنها هو مرعى للأنعام فتكتسي الأرض بزينة الطّبيعة التي تسرّ النّاظرين، والخبّيزة هي الأشهر بين هذه النّباتات البرّيّة، فيشتهيها الإنسان ويفضّلها على اللحوم التي يعتبرها البعض من أشهى المأكولات، وقليل من النّاس من يعرفون أنّ في الخبّيزة اثني عشر مضادّا حيويّا، وبالتّالي فهي علاج لغالبيّة الأوبئة، وقد يكون فيروس كورونا منها.
ولذا فقد قضيت ساعتين من يومي هذا وأنا أبقّل الخبيزة من مكان على بعد أقلّ من مائتي متر عن بيتي، لأعمل منها وليمة لي ولزوجي ولأبنائي ولن تكلّفنا أكثر من رأس بصل وقليل من الزّيت.
وهذا العطاء الرّبّاني لبيت المقدس وأكنافها معين عطاء لا ينضب رغم مصادرة الاحتلال للغالبيّة العظمى من أرضنا، وازداد شراسة بمناسبة دعم معتوه أمريكا الخاسر ترامب. وقد وصلت عنجهيّة الاحتلال ذروتها عندما اعتبر الكثير من المناطق محميّات طبيعيّة تمهيدا لاستيطانها لاحقا، وصار يعتبر الزّعتر والمريميّة نبات محميّة! ويبدو أنّه لا يعرف الخبيزة وغيرها من النباتات المفيدة، وإلا لعمل عليها حظرا، وهو طبعا لا يعلم أنّها تنبت في مختلف المناطق وقرب البيوت.
14-1-2021