رسالة إلى الكورونا

د. أحمد برقاوي | أكاديمي وكاتب فلسفي

 

يا إله الموت والحكمة

تأخرت طويلاً

دعنى أقدم آيات الشكر لك

باسم كل المعذبين على هذه البلاد

أيها الناقوس الذي لعلع صوته في كل الإنحاء

والصور الذي صم آذان الحياة

لا لتبعث الناس من قبورهم

بل لتدعوهم إلى مثاويهم الأخيرة على هذه الأرض

شكراً لك يا إله الموت الخفي

والحكمة الظاهرة

شكراً أن أخفتهم

أخفتهم  أجمعين

أخفت صغيرهم وكبيرهم

أبيضهم وأسودهم

أسمرهم وأصفرهم

غنيهم وفقيرهم

حرهم  وعبدهم

حاكمهم ومحكومهم

ملحدهم ومؤمنهم

سجانهم وسجينهم

عنصريهم وإنسانويهم

جاهلهم وعالمهم

عسكريهم ومدنيهم

أخفتهم أجمعين

دولهم وسلطهم

فاجرهم وتقيهم

شكراً لك

ان ذكرتهم بالموت الذي تناسوا

ورحت تعبث بوجوههم

بمأكلهم ومشربهم

وحدتهم في عدائهم لك

واحتفظوا بكرههم لي أنا الإنسان

يا إله الموت والحكمة

قاوم طويلا ولا تستسلم

علك تمنحهم وقتاً وعقلاً ليفكروا

ليتأملوا ضعفهم وزيف قوتهم

وجودهم وعدمهم

قاوم

علّهم يولدون من جديد

اعبث بهم كما تشاء

فلقد وصل الفجور على هذه الأرض  ذروة الخيلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى