ليلاً نفكر أحسن.. الرأس يكون أقل ضجيجاً
د. حنا عيسى | فلسطين
التاريخ سيكون لطيفاً معي، فأنا أنوي كتابته. لذا، التاريخ لا يقول وداعاً أبداً، التاريخ يقول: سأراكم لاحقا. نعم، قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية. أسفي أن تخرج أجيالٌ لا تفهم معنى الحرية.. لا تملك سيفاً أو قلماً لا تحمل فكراً وهوية. لا تثقي، بما روى التاريخ، يا صديقتي فنصفه هلوسة ونصفه خطابة.. أطفالنا، ليس لهم طفولة.. سماؤنا، ليس بها سحابة.. عشاقنا يستنشقون وردة الكآبة.. كتابنا، يحاولون القفز كالفئران من مصيدة الرقابة.
حين يكتب الملوك والأمراء التاريخ، لا أحد في المستقبل سيعرف رأي ووجهة نظر الشعب. لأن، العرب يعيشون على أمجاد أجدادهم والغرب ملهي بصناعة المجد لأحفاده. العرب أمة تعيش في الماضي وإن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفه. فالتاريخ الذي درسناه في المدارس جعلنا نحفظ الملوك وفتوحاتهم دون أن نسأل عن مشاعر الشعوب المكبوتة بعد الفتح”
عظماء الرجال يؤثرون في تطور الأحداث بالاتجاه الصحيح إذا كانوا يستندون الى تحرك الجماهير، وإذا كانوا يعبرون عن متطلبات تطور المجتمع. وفي المجتمع المعاصر تفعل وتصارع فئات وطبقات تقودها أحزاب وحركات وتنظيمات سياسية.
ومن هنا تنشأ الحاجة إلى قادة للجماهير والأحزاب، يمثلون مصالح فئة أو طبقة معينة، ويكونون الأكثر وعيا بمتطلبات التطور الاجتماعي، والأكثر دقة في صياغتها والتعبير عنها وينظمون الجماهير الشعبية على النمو المطلوب.
إن عقل زعماء الجماهير وقادتها، وكذلك خصالهم الشخصية، تلعب دورا هاما في تكلل نضال الشعب الثوري بالنجاح، وتبني تجربة التاريخ إن دور الجماهير يتعاظم بصورة طبيعية مع تقدم المجتمع، وتتزايد فعالية الجماهير الخلاقة في تطوير الإنتاج وتحوير مختلف جوانب الحياة الاجتماعية.