نقد لنص (بالدمع فرحة السؤال ) لعبد العزيز بحفيض

سي مختار حمري | المغرب

العنوان ذو معنى عميق جدا ، فهو يجمع بين ضدين الدمع (الحزن) والفرح ، يمكن أن نتكلم عن تداخل الاضداد أي عن منطقة رمادية فليس هناك دائما أبيض أو أسود . الفرح هنا جاء مقرونا بالسؤال الذي يقتضي جوابا مقنعا أو بحثا مستفيضا.
رغم الحزن والألم والوجع وانسداد الأفق، لن نحرم فرحة السؤال، غبطة الإبداع ،مسرة الكلام أليس السؤال في حد ذاته استكشافا لجواب مبدع؟ نستشف إذا انخراط شاعرنا في الإنهمام بتغيير الحاضر (الواقع المرير) بنكران للذات. بالمعنى الإبداعي نقول : ”تحترق الشمعة لتضيء”.

النص الشعري
ابدعت استاذي عبدالعزيز في “التساؤل الفرح” ، قصيدة ذات امتدادات ثقافية، تاريخية،اجتماعية ،دينية مترامية الابعاد في شساعة تطرُق باب اللامتناهي أمام فكر ملتبس ذاهب الى التكلس يدمغ واقعنا الحاضر.

هي محاولة راقية من فكر صاح واع يرنو استشكال الماضي بحاضر نزق زئبقي عصي على الحصر والفهم والمقاربة الشاملة.. القصيدة مسكونة بهمّ ، وانهمام وببالغ انشغال وتعبر عن ذلك بواسطة الرموز التي تم استدعاؤها من ماض بعيد زمنيا وهي أبعد تناولا ،تساؤلا ،استقصاء واعتبارا، رغم أن تركيبها على واقعنا قد يولد بعض الحلول في أفق الهاجس الإستشراقي الذي يفوح من القصيدة صوب استحقاق الحداثة المنتظر تحقيقه لتجاوز الركود على مستوى كل الاصعدة..”فمعاوية” في الذاكرة العربية رمز الدهاء السياسي.”.سفر التكوين” رمز السفر والعلم وقصة بدء الخليقة ..”الشنفرى” رمز الشعر والكلام المعارض والإختلاف فهو من الشعراء الصعاليك تبرأت منه عشيرته وتم اغتياله…”عنترة ”رمز النخوة والإخلاص والشجاعة العربية…”بمعلقة خانها المخاض”لمعلقات ترمز الى أصالة وأسبقية وأحقية الثقافة العربية في مكانة الصدارة…لم تخل القصيدة من ذكر قصة قيس وليلى قمة الحب والاخلاص ”عسى يستفيق بغثة //.قيس و يكتب //بالدمع فرحة السؤال” و هو المتهم بالجنون.

حسب فهمي المتواضع القصيدة تضع الأصبع على الجرح فلو تبنينا سياسة عربية بوصفة لا تخلو من دهاء في مواجهة اعداء الأمة العربية والاخذ بعين الاعتبار ماهو ديني وثقافي بشجاعة واخلاص وحب وايمان وبتعددية تقبل بالإختلاف والمعارضة في إطار أخوي ومحبة صادقة وبعد إنساني قد نكون خطونا اتجاه حاضر حداثي ينقلنا الى مصاف الأمم الراقية دون إفراط أو تفريط في ثراتنا العربي الإسلامي.

دمت أخي عبد العزيز ، شاعرا مبدعا، متماهيا فكريا مع واقعنا العربي المرير ، تحياتي وصادق محبتي ومودتي لك صديقي الوفي الإنساني الخلق ، والتصرف ، والتفكير.

نص القصيدة الشاعر عبد العزيز بحفيص _ المغرب

بالدَّمعِ فرحةُ السؤالِ

صَوْتي المكْلومُ
خِنجرٌ صدئٌ يغازِلُ
سرابَ معاوية.
وأنا المُجرّدُ من ثَدْيِ
حُلمٍ بائتٍ،
أعيدُ سِفْرَ التّكْوينِ
لِخارِطةِ جِياعِ
الشَّنفَرى ،
وعنْترةُ يفكُّ لغزَ سَوادهِ
بِمُعلّقةٍ خانَها المَخاضُ.
مُنْشَطرُ الوجْد، أوزّعُ جَسدِي على
مقابرَ من وَشمُوا
صُدورَهُم
بِحُروفِ إصرارٍ
سُهادِ عنادٍ
وَأنَا المَلعونُ المُدثَّرُ
بغواياتِ ابن المُلَوَّحِ،
أعشقُ ليلى بالتّقسيط
عسَى يسْتفيق بغتةً
قَيْسُ ويكتبُ
بِالدّمْعِ فرْحةَ السُّؤالِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى