سبعُ ليالٍ ليست حسوماً

حسن قنطار | سوريا

 

الليلةُ السابعة:

سكتت وسكت الكون معها

إلا قلباً يركلني

ونحلُ رضابٍ يلسعني

ونملاً رتيباً يلفني

وثعالبَ تحفر في صدري

ثم دنت بدنانها الحمراء

تقبّل مواجعي

تودّع رغائبي

وارتحلت بعيداً بعيداً بعيدا

حتى ابتلعها الأفق

وصمتٌ يعقد آخر زرّ

 من قميص الحيرة

***

 

الليلة السادسة:

على رسلِك على رسلك

فلستَ حَبراً من المختارين

ولا تسكن فيك يوسفية العصمة

ولا أنت مرصودٌ بعقد النفاثات

وسبيلي إليك محتوم

وأنا اللهفة المقذوفة من عينيك

والنار التي تركض فيك

والرغبة التي تسابق ظلك

أنا أربعة من عقود تناثرت حباتها

وتراءت على صدغيك بيارقها

وأسدلت ساقيها

تلعبان الأرجحة بين لحييك

***

 

الليلة الخامسة:

قد خانتكِ إليّ الدروب قبل أن تخونك النيات

فليس في صدري مراتع لخرافك الجائعة

ولا في خواطري أغطية

 تثيركِ دفئاً

وتهبك تكوّرا

***

 

الليلة الرابعة:

سأقضي لك

وأقضي عليك

ميّت لا محالة في الحاليين

***

 

الليلة الثالثة:

خفرٌ خجولٌ

ووشاحٌ أحمر

يلوّن إطلالتها البيضاء

كأنما تسقيها الأقمار

حانةً من نبيذ

***

 

الليلة الثانية:

ما اسمك يا فتاة؟

إن شئتَ فقل:

همسةٌ في أذن الحياة

لكنها همسةٌ ناعية

أو شئت فقل:

بسمةٌ على وجنة القدر

لكنها بسمةٌ لاعبة

***

 

الليلة الأولى:

أرسلت خيطاً واحداً من أربعين

تجدلها مع ريحٍ عارية

نغمةٌ

 لم تكن منقوشةً على أوتار المعازف

إشراقةٌ

 جمعت كلّ أكاسير الجلال

ابتسامةٌ

ضحكت لها جميع الأشياء

وعينٌ مني يخامرها الذهول

وأخرى على مشارف الوداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى