مقطع من رواية جديدة

نزهة الرملاوي / فلسطين 

الليل يرخي سدوله على البيوت، ينام الخلق إلا صبريّة ستقضي ليلتها كأيّ ليلة، تزف صرخاتها المجلجلة في فضاء النائمين، النّوافذ مغلقة لن تستقبل الآهات المتصاعدة إلى السّماء، والسّماء لن تفتح الليلة لمقهورة، والأبواب مؤصدة لن تفتح لمغيث، والعيون السّاهرة ستنغلق على نفسها ولن تشاهد بقايا امراة، يرنو إليها ملك الموت للإغاثة، يرتجف أطفالها خلف أشيائهم الصّغيرة، يختبئون خلف ألعابهم، ويحتمون بكتبهم، ويتوارون عن الغضب. في كلّ أمسية من أمسيات القهر.. يلتفّون بأغطية من خوف ويفرّون للأحلام، يبتلعون دمعهم المالح ويلغون ابتساماتهم، والحياة الحبلى بالألم، تشمّر عن قسوتها بفقدهم للأحباء، مضوا بعيدا وبكوا طويلا على الرّاحلين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى