التوتر وجهازك المناعى
بقلم: برفسور د. فيصل رضوان | أمريكا
حتى نفهم كيف يؤثر التوتر على الاستجابة المناعية يجب أن نفهم الروابط بين جهاز المناعة والجهاز العصبي والغدد الصماء في الجسم.
لا يعمل جهاز المناعة في عزلة عن باقى اجهزة الجسم. رغم ذلك، عليه حماية الجسم بأكمله من العدوى. ولذلك، يتعين على الجهاز المناعي أن يتفاعل مع أجهزة الأعضاء الأخرى، بطرق معقدة في بعض الأحيان. ثلاثون عامًا من الأبحاث التي ركزت على الروابط بين الجهاز المناعي والجهاز العصبي المركزي ونظام الغدد الصماء أدت إلى ظهور علم جديد يسمى علم المناعة العصبية النفسية psychoneuroimmunology. يهتم هذا العلم بالتفاعلات البينية المعقدة للناقلات العصبية، والهرمونات، والسيتوكينات، وغيرها من جزيئات الإشارة، وآليات “الحديث المتبادل crosstalk ” بين هذه الأنظمة الثلاث.
على سبيل المثال، تحتوي الخلايا المناعية بالدم على مستقبلات لمختلف الناقلات العصبية التي تطلقها الخلايا العصبية المرتبطة بها، وكذلك مستقبلات للهرمونات الطبيعية او الصناعية المعروفة بقدرتها على تثبيط آليات مناعة الخلايا التائية كأدوية مضادة للالتهابات على المدى الطويل.
في الماضي التطوري للإنسان، كان التوتر مرتبطًا باستجابة القتال أو الهروب fight or flight ، التي يديرها إلى حد كبير الجهاز العصبي المركزي ونخاع الغدة الكظرية. وكان هذا الضغط “التوتري” ضروريا للنجاة والمحافظة على الحياة. القتال أو الهروب، أيًا كان ما يقرره الانسان، عادة ما يحل المشكلة بطريقة أو بأخرى؛ وينتهى الموضوع ويعود الجسم الى طبيعته الحيوية. لكنه فى أيامنا “اللذيذة” هذه، قلما توجد إجراءات “قتال أو هروب” من الضغوطات اليومية الحديثة، بما في ذلك التوتر فى البيوت، وضجيج الشارع، ومكان العمل، والحاجة المعيشية والخوف من المستقبل الخ.
ويمكن أن يشعر كل جهاز عضوي تقريبًا بتأثير التوتر، والجهاز المناعي ليس استثناءًا.
واليكم بعضًا من الاثار والأمراض المرتبطة بالتوتر على أجهزة الجسم المختلفة:
الجلد:
حب الشباب والطفح الجلدي.
الجهاز العصبي:
الصداع، الاكتئاب، فقدان الشهية، قلة الحافز، انخفاض الأداء العقلي
العضلات والعظام:
آلام العضلات والمفاصل، وآلام الرقبة والكتف
الدورة الدموية:
زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية.
الجهاز الهضمي:
عسر الهضم، حرقة المعدة، آلام المعدة، الغثيان، الإسهال، الإمساك، زيادة أو فقدان الوزن.
الجهاز المناعي:
انخفاض القدرة على مكافحة الالتهابات.
الجهاز التناسلي الذكري:
انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية، والعجز الجنسي، وانخفاض الرغبة الجنسية.
الجهاز التناسلي للأنثى:
عدم انتظام الدورة الشهرية، وانخفاض الرغبة الجنسية.