ماذا فعلت الساحرة المستديرة بعقول الشعوب؟!!

لكاتبة الصحفية شيرين ابو خيشة | القاهرة
“كرة القدم ليست مُهمة جدًا نحن لا ننقذ أرواح الناس فقط وظيفتنا جعل الناس ينسون مشاكلهم لمدة 90 دقيقة”.
(المدرب الألماني يورغن كلوب)
“لم أتصور أن ولاء الإيطاليين لهذه اللعبة يفوق ولاءهم لإيطاليا وأحزابها الوطنية
(موسوليني)
“هذا النصر سيخفف الضغوط على الجنيه الاسترليني ويحد من عمليات المتاجرة ضده”.
(روبرت كروسمان)
تحظى الساحرة المستديرة بنصيب الأسد من الاهتمام والتمويل الشيء الذي سينسي الشعب الميت من الجوع والذى سحقت فيه الطبقه المتوسطه بسبب تواجد الراسماليه واصبح ينقسم الى اغنياء مترفين وفقراء معدمين هذا الشعب الذي نسي التعليم والصحه والجوع واصبح امام التلفاز وفي الملاعب يصرخ ويهتف على إحدى عشر لاعبا يجرون وراء كره جلدية السلطه تعرف جيدا كيف تستغل كرة القدم سياسيا لإلهاء الشعوب المنكوبة ويكفيك أن تعرف أن نادياً واحداً من الأندية الكبرى قد يفوق سعر لاعبي فريق كرة القدم فيه ميزانية دولة من الدول الصغرى أو دولة من الدول الفقيرة ويكفيك أن تعلم كذلك أن الصراع من أجل الحصول على بطولة من بطولات كرة القدم أصبح يفوق الصراع القضايا المصيرية لبعض الدول إن هذا الهوس الذي وصل إليه الجماهير بالساحرة المستديرة جعل البعض يطلقون عليها معشوقة الجماهير فالمصالح تعطل والمواعيد تلغى والمناسبات تنسى والقرارات المصيرية ترجئ والعلاقات ونيران المشاكل تؤجج والخصومات تثار والدموع تذرف والأنفاس تحبس وآلام الظهر تنسى والعبادات تهمل والشعائر يتم تجاهلها كل ذلك من أجل مباراة من مباريات كرة القدم فمشاهده المباريات وتشجيع النوادي لم يعد ممارسة عادية يقوم بها الشخص لمجرد اعجابه بنادى معين بل تطور الامر واصبح يشكل لدى البعض عقيده يوالى عليها ويعادي بها بل اصبحت كره القدم دين للشعوب لا يقبل المساس بها حتى اصبح التعصب في التشجيع اهم الحيل النفسيه التي تستخدمها الجماهير المنكوبه تحت الانظمه المستبده للتعبير عن نفسها في ظل عدم قدرتها على الممارسه الفعليه بسبب ضغوط العمل والارهاق او حتى عدم توافر القدرات الماديه فالمواطن في الدول الديكتاتوريه يعلم ان صوته غير مسموح ولا يسمح له بالتعبير عن رايه وحتى ان سمح له بالكلام داخل اطار معين فرأيه غير مسموع وليس له اهميه فيلجا المواطن لتفريغ شحنه الغضب في هذا التشجيع والتعصب لفريق كره القدم فكلنا نعلم ان جماهير لها سلطه على الفرق التي تشجعها بواسطه الضغط على الفريق يمكنها اقاله المدير الفني او شراء لاعبين جدد وعلى الجانب الاخر لا يخفى ابدا استغلال العديد من السياسيين لكره القدم من خلال شراء بعض الانديه او انشاء علاقات شخصيه مع مشاهير الكره لتعزيز شعبيتهم في قلوب الجماهير الشعوب عن قضاياه الاساسيه السيكولوجيه العامه لجماهير كرة القدم تمنح لهذه اللعبه شعبيتها البليدة وتجعلها افضل تعبير عن غرائز الحشد الاجتماعي وفي هذه اللعبه لا يمكننا ان نتصور انفسنا خارج اجواء الحرب وسايكولوجيتها فالمقابله تقوم بين فرقين مؤلفان من هجوم ودفاع ووسط وحارس مرمى وجمهور يحرص على المواجهه ونشيد وطني لاشعال الحماسه الوطنيه فجمهور كل فريق ينظر الى الفريق الاخر كونه عدو يجب هزمه باتجاه مرماه والانتصار عليهم وهناك فريق يطير فرحا عند نهايه المباراه واخر يبكي حظه العاثر فالحرب هنا حرب داخليه حرب نفسيه فعندما تحدث المدرب الألماني يورغن كلوب عن مدى أهمية كرة القدم بالنسبة للناس قال “كرة القدم ليست مُهمة جدًا نحن لا ننقذ أرواح الناس فقط وظيفتنا جعل الناس ينسون مشاكلهم لمدة 90 دقيقة”
فإن سياسة حشد الجماهير لتغييب وعيهم ولإيهامهم بانتصارات مُزيفة الهدف منها التغطية على إخفاقات الأنظمة وصرف أنظار الجماهير عن الجرائم التي ترتكب في حق المواطن والوطن
إن الهوس بلغ بالجماهير أنهم يشعرون بتمام رضا الله عن الوطن بكامله لمجرد فوز فريق بلدهم في مباراة كرة قدم وأن الانتماء الحقيقي للوطن أصبح يُقاس بحرارة تشجيع المنتخب القومي ومن يقول غير ذلك فهو آبق مارق لا يستحق أن يعيش على تراب الوطن وصل بالجماهير ان يُصاب بالسكتة القلبية من فرط الفرح لفوز فريقه او هزيمته أنهم يقتنعون بأن فريقهم ما هزم إلا بفعل مؤامرة ضده وأن الفريق المنافس ما فاز إلا بعد تحايل ومكر فتكيل السباب واللعنات وأفظع الشتائم لمدرب الفريق بعد هزيمة أو تعادلة وما هي إلا أيام ونرى نفس الجماهير ترفع نفس المدرب إلى عنان السماء وتنسج له آيات الثناء لأنه فاز في مباراة أخرى والهوس بلغ بالجماهير أنها تتأثر بشدة لإصابة لاعب أو لحصوله على بطاقة حمراء ويصيبها التبلد وهي ترى بأم عينها دماء تراق وبيوت تهدم وحقوق تسلب وكرامة تهدر وحرية تصادر ولا يحرك لهم ساكناً وصلنا للحد الذي ترى فيه الشوارع خالية من المواطنين ودور العبادة خالية من المصلين وكأن هناك حظر تجوال وفي نفس الوقت تجد الساحات والمقاهي مكتظة بالجماهير ولا مكان فيها لموضع قدم.
ملئت المقاهى عن آخرها بالشباب والأطفال يتفرجون بترقب كأن خطرا يهدد حياتهم أو أمرا مهما يتعلق ببلدهم أو بمستقبل أمتهم وفجأه الصراخ يهز أرجاء المكان بصوت واحدشديد النبره لو كان لشبابنا وشعبنا عامة عشر نفس الاهتمام وعشر هذا الحماس الفياض لقضاياهم المعيشية السياسية والاجتماعية لكان لهذا الوطن شأن عظيم ولارتقوا بمكانتهم بين الشعوب والأمم
والهوس بلغ بالجماهير أنها تطلق شعارات جوفاء وتدافع عنها وتنافس وكأنها نصوص مُقدسة لا يجوز التعقيب عليها ولا مناقشتها فترى الفرد في المدرجات يُشجِّع بحرارة بالغة وتراه مترهل الجسم لا يفكر في ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة تحسِّن صحته وتزيد حيويته.
ومايندى له الجبين أن الوهم الذي لا يخرج إلا من عقول مغيبة وأناس يتخبطون في غيهم كالسكران الثمل الذي لا يريد أن يفيق من سكرته ويلعن من يحاول إفاقته قبل موعد الجرعة القادمة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الفائدة أن يفوز المنتخب الوطني والمواطن الذي حبس أنفاسه تشجيعاً تنقطع أنفاسه لهثاً من أجل أن يحصل على أبسط حقوقه الآدمية
الحقيقة أن كرة القدم ذراع الأنظمة المستبدة لسلب العقول وإن تلك الأنظمة المستبدة توقن أن جماهير كرة القدم تتعصب في المدرجات والشوارع والساحات لتخرج ما بداخلها من كبت واضطهاد حتى إذا وضعت على المحك الأساسي لرفض الظلم والاضطهاد تصاب هذه الجماهير بالخرس وتصمت صمت القبور وإن الأنظمة المستبدة تنفق على مجال كرة القدم ما لا تنفقه على مجال البحث العلمي وهذا ما جعل مجال كرة القدم سوقاً تجارياً رائجاً ومنظومة اقتصادية كبيرة تستفيد منها الأنديةوالشركات الرياضية ووكالات الأنباء واللاعيبين والرعاة والوكلاء حتى أصحاب الكافيهات في المناطق الشعبية يعتبرون بطولات كرة القدم موسماً للربح المريح.
ولكي نبرهن على أن كرة القدم هي ذراع الأنظمة المستبدة لسلب عقول شعوبهاعندما قامت إيطاليا باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1934م قال الزعيم الإيطالي الفاشي موسوليني لم أتصور أن ولاء الإيطاليين لهذه اللعبة يفوق ولاءهم لإيطاليا وأحزابها الوطنية سنفعل ما بوسعنا لاستضافة البطولة القادمة وبالفعل استضافت إيطاليا البطولة التالية عام 1938م وكان موسوليني يُطلق على لاعبي المنتخب الإيطالي “جنود القضية الوطنية”وبعد فوز انجلترا بكأس العالم لكرة القدم عام 1966م كتب وزير الاقتصاد روبرت كروسمان هذا النصر سيخفف الضغوط على الجنيه الاسترليني ويحد من عمليات المتاجرة ضده وعندما قام العسكر في الأرجنتين بانقلاب عسكري بذلوا قصارى جهدهم لضمان استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1978م بغرض التغطية على ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب أستولت كرة القدم على عقول الأمم بمختلف لغاتها وثقافاتها لأنها الوحيدة التي تنسى شعوب العالم مشاكلهم الداخلية وتغض الطرف عن كافة المشاكل والمآسي العالمية.
.. وإلى اليوم لم يشهد العالم فريقاً بروعة منتخب البرازيل عام 1970 حيث اجتمعت فيه كوكبة فريدة من النجوم من بينهم بيليه وريفالينو وبيبيلو وحين فاز الفريق بالكأس بكى توستاو وهو طبيب في الأصل حتى أغمي عليه وفي ذلك الوقت ظن الجميع انها دموع الفرح غير انه اعترف لاحقا بأنها دموع الندم لأنهم بذلك الفوز ألهوا الشعب البرازيلي وسمحوا للعسكر بتعزيز سلطتهم غير الشرعية التي اغتصبوها.
وما يجدر بالذكر والتاكيد عليه ان كره القدم احد الاسلحه الصهيونيه لالهاء الشعوب والدليل ما جاء في بروتوكولات الصهيون سنلهي الناس ايضا بانواع شتى من الملاهي والالعاب والرياضيات ومزجيات للفراغ والمجامع العامه
ف الشباب والأطفال يتفرجون بترقب كأن خطرا يهدد حياتهم أو أمرا مهما يتعلق ببلدهم أو بمستقبل أمتهم وفجأه الصراخ يهز أرجاء المكان بصوت واحدشديد النبره لو كان لشبابنا وشعبنا عامة عشر نفس الاهتمام وعشر هذا الحماس الفياض لقضاياهم المعيشية السياسية والاجتماعية لكان لهذا الوطن شأن عظيم ولارتقوا بمكانتهم بين الشعوب والأمم ٠٠٠استطاعت الصهيونية تقديم لاعب كرة القدم وجعله يتصدر المشهد ويعتلي أبرز المنصات الإعلامية وفي نفس الوقت تحرم الكوادر البارزة في باقي المجالات
بالرغم ما يعج به الواقع اليومي من مشاكل اجتماعية وسياسية فرضية علاقة الهوس الكروي القاتل بفرضية الخطط الصهيونية الرهيبة التي لم تعد خفية على ذوي الألباب للتأثير في الجماهير وتخديرهم ليغيبوا بالروح الكروية عن همومهم اليومية والقضايا المصيرية لأمتهم.
استطاع الصهاينة السيطرة على الأنظمة التعليمية لإفشالها وإفساد عقول الناشئة باسم العلم بنظريات فاسدة لقد خدع الجيل الناشئ وأصبح فاسدا متعفنا بما تعلمه من مبادئ ونظريات لديها زيفها التام ولكننا أنفسنا الملقنون لها فقد نشرت الصهيونية بالفعل فكرا مريضا قذرا يغثي النفوس ويفصل الشعوب العربية الاسلامية عن لغتها وهويتها وتحويلها عن عقلها وفكرها الحضاري ومن خططهم الفعالة في هذا اﻹطار السيطرة على الجامعات وإعادة تشكيلها تربويا وإداريا لتخريج الطلبة وفق البرامج التي رسموها لأهدافهم الخاصة ويكون رؤساء الجامعات وأساتذتها معدين إعدادا خاصا وسيلته عمل سري متقن يهذبون ويشكلون بحسبه ولن يستطيعوا اﻻنحراف عنه بغير عقاب بمعنى أن الصهاينة يلاحقون كل اﻷساتذة واﻻداريين وحتى الوزراء الذين يظهرون تمردهم على خططهم وبرامجهم بل إن التعليم عندنا أصبح ضائعا بين مسؤولين منتخبين ومسؤولين غير منتخبين يسهل الكشف عن ولائهم لأعداء الأمة وهم الفاعلون الحقيقيون وراء هيئة تسمى المجلس اﻷعلى للتعليم وهذه اﻻزدواجية في المسؤولية هي الطابع الغالب في جميع الدول التي يعاني فيها التعليم من التخلف عن الركب الحضاري التي تستهدف الطلبة لتحطيم بنيانهم الإجتماعية فهى استراتيجية التحكم في التوجه السياسي للشعوب بتقنيات الإلهاء واللامبالاة بالسياسة الوطنية وتسفيه العمل السياسي الجاد للنهوض بأوضاعها مع إشراكها عند الحاجة لمقاومة الأنظمة والتنظيمات التي تشكل خطرا على الصهيونية وعملائها عما تظنه نشاطا سياسيا إذا شغلوا الشعوب واغروها بالفن والرياضة فهذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتما عن المسائل التي يختلف فيها معه وحالما يفقد الشعب تدريجا نعمة التفكير المستقبل وهكذا تكون عولمة كرة القدم من السياسات الدولية الصهيونية فالشعب يغضب ويقلق ويصرخ لهزيمة فريقه المفضل في كرة القدم وﻻ يقلق بل ﻻ يبالي لهزيمة وطنه أمام منافسيه في التقدم وبناء صرح الديموقراطية وإقامة العدل بين أفراد المجتمع
فالخطة تركز على استراتيجيتين أساسيتين اﻷولى إفراغها من المضامين السياسية الجادة مما يجعل المتخرجين بسبب الفراغ الفكري السياسي ذوي أفكار طوباويةلن يسمح للجامعات أيضا أن تخرج فتيانا ذوي اهتمام من أنفسهم بالمسائل السياسيه لأن المعرفة الخاطئة للسياسة بين أكداس الناس هي منبع اﻷفكار الطوباوية وهي التي تجعلهم رعايا فاسدين منذ زمن طويل حيث ساد الفقر الفكري والعدمية السياسية في صفوف أغلب المتخرجين واﻻستراتيجية الثانية هي طمس تاريخ العلوم وتشويه الحقائق التاريخية والتركيز أكثر على الجوانب السلبية بدراسة التاريخ القديم الذي يشمل على أمثلة سيئة أكثر من اشتماله على أمثلة حسنة وطمس في ذاكرة اﻻنسان العصور الماضية التي قد تكون شؤما على الصهاينة وها هي الصهيونية اليوم قادرة على طمس الحضارة الاسلامية وقادرة على حماية تاريخها المزيف الذى صنعته بالسيطرة على الدول ذات التاريخ العريق وسن قوانين تعاقب كل من ينتقد أساطيرهم الواهيه الكاذبة وتسجن كل من يشك في الهولوكوست المحرقة اليهودية فتمكنت فى توريط النخبه السياسية في الانخراط في خلايا المنظمات الماسونية لضمان وﻻئهم طمعا في الجاه والمال أوضمان الاستمرارية في الحكم والقيادة واﻷمميون غير اليهود يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض أو على أمل في نيل نصيبهم من اﻷشياء الطيبة التي تجري فيها وبعضهم يغشاها أيضا لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء أمام المحافل والطقوس
غايتهم الأساسية محاربة الدين ونشر اﻷفكار الإلحادية الهدامة لسيطرة الصهيونية على الشعوب إن الطبقات المتعلمة ستختال زهوا أمام أنفسها بعلمها هناك دعوات صريحة لمحاربة جميع اﻷديان من أجل التمكين لدينهم فقط حينما يمكنون ذلك ﻷنفسهم سيكونون سادة اﻷرض ولن يبيح قيام أي دين غير دينهم ولهذا السبب يسعون لتحطيم كل عقائد اﻹيمان وإنتشار الملحدين المدفوع لهم بالإضافة لقيام حملة شرسة للضغط على الحكومات من أجل تغيير المناهج الاسلاميةو التعليمية وهذه الحرب الشرسة ضد مظاهر التدين في أغلب الدول الاسلامية والتركيز على التشويه الممنهج للعلماء والدعاة والحركات الاسلامية بدون استثناء وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوما فيوما وفصل الدين عن حياة الناس وقصره على جانب صغير جدا من الحياة لم تسلم الصحافه من مخططات الصهاينة فكانت السيطرة على الصحافة من أخطر اﻷدوات التي يستعملها الصهاينة ويولونها أهمية كبرى للسيطرة على الشعوب والحكومات وإخضاعها لنفوذهم طوعا أو كرها كون الصحافة هي القوة العظيمة التي بها توجه الناس وتحقق حرية الكلام غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة فسقطت في أيدى الصهاينة وقيدوا حريتها ونفوذها ويقينا هم وراء الستار ف الأيادي الخفية وراء الاعلام مكشوفة ومعلومة ولم يعد غريبا أن يتحدث الناس جميعا عن قوة الصهيونية وسيطرتها العالمية على الاعلام ولم يعد خفيا أن الاعلام الذي توجهه هو أقوى وأقدر في صنع الرأي العام فهو قادر على إسقاط حكام وتنصيب آخرين لا تستطيع الصهيونية أن تنجح فى مخططاتها إلا من خلال عملائها الذين أعمتهم المناصب و المنظمات الماسونية التي ﻻ يفهمها الا أولئك الخنازير التي ﻻ تبدو شيئا كي تذر الرماد في عيون العامة من الناس بالمال في الانتخابات وتأليب الرعاع على ذوي العقول الحصيفة في الوقت الذي تدفع فيه الصهيونية بعملائها وزعماء الفضائح إلى الأمام تعمل فيه على إعاقة الرجال ذوي العقول الحصيفة عن الوصول إلى الصدارة وإن العامة ستبقي على تأخير أمثال هؤﻻء الرجال ولن تسمح لهم أبدا أن يقرروا لهم خططا فمحاربة ذوي العقول الحصيفة تكون أيضا باستعمال المال ﻻستمالة العامة ونزع القرار من يدهم ليكون في يد العملاء وهم يحركون الشعوب كالرعاع الذين يصغوا إليهم و يعطيهم المال مقابل سمعهم وطاعتهم وبهذه الوسائل خلقت قوة عمياء من وراء وكلائها الذين نصبتهم لغرض قيادتهاومن هنا يفهم دور السلطات وتنفيذها لتعليمات السماح باستعمال المال الحرام في الانتخابات وبالمناسبة تكاد تكون اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي لا تهتم بالمشاركة حتى في التصفيات الأولية
أما المأساة التي لن يغفرها التاريخ استغلال إسرائيل انشغالنا وانشغال العالم ببطولة 1982 لغزو لبنان وتدمير بيروت وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا استغلت حالة الغفوة لاقتحام غزة وتدمير السلطة الفلسطينية ومنظمة حماس من خلال مخطط مسبق أجل لكأس العالم
ولا ننسى ما حدث بين المنتخب المصري لكرة القدم ونظيره الجزائري عام 2009م في أم درمان بالسودان أثناء التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا حيث كادت تندلع حرب بين الجزائر ومصر بسبب ما حدث في المباراة ليكتشف الجميع لاحقاً أن النظامين رئيسي الدولتين آنذاك كانا وراء حملة الحشد والأحقاد والضغينة فنظام مبارك كان يفتعل أزمة ليتمكَّن في ظلها من إتمام عملية توريث الحكم ونظام بوتفليقة كان يريد كسب مزيد من الشعبية التي تجعله يستمر في السلطة على خلاف نص دستور البلاد فالمواطن تلاشى دوره كلما كان منشغلا على الدوام بقضايا بديله تثير الحماسه والشغف وتبلد المشاعر وتخدر العقول وليس هناك افضل من رياضه جماعيه شعبيه ككره القدم لتكون بهذا الدور التوازن مطلوب فلا يعقل ان يكون حجم الانفاق على الرياضه بصفه عامه وكره القدم بصفه خاصه يفوق حجم الانفاق على البحث العلمي والبحث الزراعى والصحى وغيرهم من المجالات الاساسيه. نتفق أن تحويل الوسيلة إلى غاية سفه لابد من الاحتراز منه لأن الانزلاق في هذا المستنقع يجعل الإنسان أسيراً لا حق له في تقرير مصيره.
أن الدول المتقدمة ما تقدمت بأرجل لاعبيها ولكن بعقول مُبدعيها.
أن كرة القدم لها انتشار سرطاني جارف في شتى بقاع العالم و تم استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقق التعايش الذي تصدِّعنا به النخب وتسعى في نفس الوقت لتقويضه