الأنثى والحياة

د. ريم سليمان الخش | سورية – فرنسا

لقد تبعت قصائده نزارا

شواطئها يغازلن المحارا

///

وشتان الذي قد جاء فتحا

وآخر قد تناوبها انحشارا

///

كطفلٍ كم يحاول خلق فنٍ

وتمنعه رعونته ابتكارا

///

فلعبته (غباءٌ أنثوي)

يُقرّعها بلا ورعٍ مرارا

///

يقزّم من مكانتها ليغدو

عظيما في علوٍ لا يبارى

///

ولو كان القضاء به منوطا

لجرّدها ولادتها انتصارا

///

مسطحة مثرثرة كأرض

بوارٍ فحّ ميسمها غبارا

///

يمين الله لم يفقه بتاتا

طبيعتها ليحرثها اخضرارا

///

تبدّى كالجليد وقد تمادى

بقسوته ليحرقها احتقارا

///

يخبّر عن تفرده حثيثا

بلا سندٍ أقاويلا سكارى

///

فلا هي قد أفاقت من غثاء

ولا ثملت بأكؤسه العذارى

///

و لا رضيت إمامته نهود

بها اضطرم النزار جوى وثارا

///

نزارٌ أمةٌ في الشعر قرْم

تجَسّده شعورا لن يجارى

///

تشرّب في الأديم هطول مزنٍ

ليبعثه اخضرارا وانبهارا

///

حدائقه يعطرها افتتانٌ

بفلسفة يهندسها اقتدارا

///

فلا هو جاهل في طين أنثى

وقد صارت جنائنها مزارا

///

ولا هي هامش في سفح متن

به قامت دعائمه احتكارا

///

ولست أرى الفصاحة مدح نفس

يعظمّها غلوا مستطارا

///

ولكنّ البليغ من استفاضت

جوارحه حقائق لا تمارى

///

من استقصى الحياة بقلب صبٍ

تخيّرَ مي خواببها البكارا

///

توحّد في حشاشتها فأمست

قصائده تترجمها انفطارا

///

إذا ما فطنة الإبصار غابت

عن الفحوى تبدد أو توارى

///

وما بقيت سوى رشفاتِ شعر

تأنى في صناعتها اختمارا

///

فلا تطمح بأنْ تطأ الثريا

ولم تبلغ كوامنها انفجارا

///

ولم تؤت الكواشفَ بارقاتٍ

كصوفيٍ من الأسنى استنارا

///

تنمّر في الحروف وزد غرورا

تزد سخطا وسقطا لا يُدارى

///

فما ضرع النباهة مستدر

لمن عميت بصيرته افتخارا

///

فلم يبصر سوى أظلال ذات

به انتفخت لتقذفه انشطارا

///

لقد بليت ثقافتنا بقومٍ

ذكورتهم كأنّ بها احتضارا

///

فلا احتضنت جوانحهم زهورا

ولا فهمت عبيرا مستثارا

///

تبلدّت الغيوم بلا لقاحٍ

فأنثى الريح تنبذهم جوارا

///

أناس لم يروا إلا صداهم

فأتبعهم دمارا واندثارا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى