اليباس المُرّ

سمير حماد | سوريا

 

هل ذهب العمر سدىً؟

كيف أخفف بكاءك أيتها السماء عليَّ؟

كيف أواجهك أيها العالم بمأساتي؟

أنا ذلك الناصري الذي أولمه الرفاق للصلب,

قبيل العشاء الأخير،

أنا ذلك المبعوث الذي لم يؤمن به أحد،

ذلك الجنديّ الأسير, الناجي من الذبح،

أنا ذلك المتهم المستبعد من حقل العدالة،

أنا ذلك البطل الذي أعدمه الكاتب منذ الصفحة الأولى،

ذلك القط الأسود الذي تفتش عنه بنادق الحرّاس,

وتعاويذ السحرة،

إلى متى سأظلُّ  أرقص,

فوق جثتك ياوطني الذبيح؟

رقصة المجانين, المنبوذين, المتسولين, الشياطين

الحمقى, الخاسرين, المرفوضين, الحزانى, المقهورين ,

السعداء, المدّعين, الضائعين, الساذجين, المحتالين ,

سأظلُّ أرقص طالما كنت قادرا,

على الوقوف على قدميّ،

ساظلُّ أبحث عن وجهي الضائع,

وعن صوتي المبحوح, الذي لم يسمعه أحدٌ,

منذ  دخل الشيطان محبرة القرن

سأخوض معركتي المقدسة,

ضدّ رهاب الماء والنار والدماء،

وفتاوى اليباس  المرّ,

والحلكة الدامسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى