من ابن زيدون إلى ولّادة الصباح
ردُّ الأديب الدكتور مصطفى جمال الدين على الشاعرة سعاد الصباح
الشاعرة سعاد الصباح كويتية من العائلة الحاكمة كانــت تعشق الطاغية صدام، وقد تغنّت به في قصائدها أيام قادسيته بحرب الثمان سنوات، اذ كانت تتمنى لو كانت (نخلة في شط العرب) كما انها قايضت في احدى قصائدها ألف أديب بخوذة مقاتل، عندما قالت : اعطني خــوذةَ جندِّيٍ عراقيٍّ وخـذْ ألفَ أديبِ!!
وفي أيام غزو الكويت كانت الشاعرة في لندن فكتبت في جريدة (الحـيــاة) مقالاً تحت عنوان (الكويتيون موتى بلا قبور) فقد مات عمها في لندن فأصيبت بحزن وحيرةٍ من أمرها ماذا تفعل بجثمانهِ , أتدفنهُ في مقابر الانجليز وهم نصارى ؟ أم تبعثه الى الكويت فيصير تحت أقدام الغزاة؟
وفي حينها كان الشاعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين في لندن وقرأ المقال فكتب (بلا شماتة) قصيدته (رسالة من ابن زيدون الى ولادة الصباح) .
(أضحى التنائي بديلاً من تدانينا)
وصارَ مَن كانَ حامينا حرامينا
///
خُنتم وخُنـَّا فما اهتزتْ جوانحنـا
حزناً عليكــم ولا ابتلَّـت مآقينـا
///
هذي الكـؤوسُ شربناها مُعتـَّقةً
فجرّبوها وذوقوهـا فناجينــا
///
عشرين عاماً وكأسُ الموتِ في فمنا
لم نروَ منها ولا جـفَّـتْ خوابينا
///
ما بالُكُم إذْ سكرتُـم من ثَـمالتِها
ملأتُـمُ خـاطـرَ الدنيا (سـواديـنـا)
///
قـد كان خُـسـرانكم مالاً وأرصدةً
وكان خسـراننا الأعراض والدينا
///
أنتم زرعْتُـم نيوبَ الوحش فارتقبوا
أن تحصدوها- وقـد جاعتْ- سكاكينا
///
لولا (بنوكُ) بني مروان ما عرفَ الـ
ــحجّاجُ : كيف يصبُّ الرعبَ والهونا
///
وانتِ (يا نخلةً) أصفى مـؤبَّـرهـا
فازَّيـنتْ بعذوق الشيصِ تُـغـرينا
///
لفارسِ العُـربِ ما غنّيتِ من غـزلٍ
ضـجَّ النفاقُ بـه شدواً وتـلـحيـنــا؟!
///
أمْ للعـروبـةِ خفتمْ أن يُـدنِّـسـهـا
أَذانُ (كـسـرى) وقد أمَّ المصليـنـا
///
فَـرِحتُـمُ تـبذلونَ المالَ في سَـرفٍ
لـمـن أحـالَ أخـا (قارونَ) مـسـكيـنـا
///
قـد كان أكرمَ لـو أسلمتمُ عجمــــــاً
من أن تـمـوتـوا بسيفِ العُربِ غاوينا
///
يا عـزَّ مَـن (بايعوا) قـوماً ملائكـةً
وذُلَّـهـم لأخٍ (بيـعـوا) شـيـاطـيـنا.