لقاء مع العراقية الشاعرة والفنانة حنان جميل
حاورتها: ريم العبدلي | بنغازي – ليبيا
التكريم هو ثمرة طبيعية لمسيرة اجتهاد متواصلة
حنان جميل فنانة وشاعرة من العراق أدمنت الكتابة منذ الصغر تعشق الرسم واستطاعت أن ترسم مشاعرها في قصيدتها، نشرت العديد من أعمالها في الصحف والمواقع الإلكترونية، سر نجاحها هو تشجيع ولدها منذ طفولتها حينها شقت طريقها بخطوات ثابتة.. ولنتعرف عليها أكثر كان لنا معها هذا الحوار
الشاعرة والفنانة حنان جميل سيرتك الذاتية حافلة بالأدب والثقافة والفن فمتي بدأت الكتابة والرسم ودخلت عوالمها؟
من فضل الله علينا أننا أثرياء بمواهب مختلفة، لكننا نبخل بالبحث عنها في أعماقنا. والدي – رحمه الله – أهداني يوما كتابا فقرأته وتغيرت حياتي، منذ أيام الثانوية كنت أغفو مع كتبي وقصاصات أوراقي الصغيرة، أكتب خواطر قصيرة ترتقي بروحي إن كنت سعيدة أو متألمة. ومع التشجيع المستمر أدمنت المطالعة اليومية، كنت أقرأ أي شيء يقع تحت يدي: كتب، روايات و دواوين. ولما تمكنت من اللغة بدأت أكتب الشعر الحر تأثراً بشعر السياب وأحمد مطر ونزار قباني.
أما بالنسبة للرسم .. عشقت الجمال منذ طفولتي ولما تعلمت الكتابة كنت أرسم الحروف بطريقة جذابة وجميلة. وعشقي للزهور جعلني أرسمها بجمالية عذبة وكأنني أراقصها وإعطائها طبيعتها الفريدة التي ميزها الله بجمال مبدع ومبهر للناظر.
أين تجدين نفسك أكثر ؟
الأثنان يكملان بعضيهما. بيكاسو كان رساما وشاعرا . وهو الذي قال: يمكن أن نكتب لوحة بالكلمات كما يمكن أن نرسم المشاعر في قصيدة . كثير من اللوحات مستقاة من أعمال أدبية مشهورة ، اللوحة الفنية يمكنها أن تقدم نموذجا وفكرة لكتابة قصيدة.
كنت من ضمن المبدعين العرب من خلال اختيار النصوص التي تم نشرها في كتاب (وما يسطرون) حدثينا عن واقع هذا الاختيار في نفسك؟
الكتاب إنجاز ودعم كبير ومبادرة ثقافية لصحيفة الفيصل الباريسية لكتاب وشعراء ومبدعين عرب تم اختيارهم من قبل الصحيفة وأطلق عليهم اسم (الفيصليون وما يسطرون) في كتاب راق جميل اسمه ” سجنوه في كتاب ” الحقيقة كانت مفاجأة رائعة أسعدتني للغاية أن يكون اسمي إلى جانب كتاب وشعراء متميزين في أروقة الأدب العربي. كانت فرصة راقية لتثمين إبداعات الكتاب في كتاب بهذا الحجم والأهمية.
نشر لك في العديد من المواقع الإلكترونية والصحف الورقية فهل هذا النشر قرب الشاعرة والفنانة حنان من المتلقي أكثر؟
نعم بكل تأكيد .. جميع الصحف والمنتديات والمواقع الإلكترونية تقدم الدعم الكامل للكاتب والشاعر والأديب أولا، وثانيا لها الدور الكبير في تنمية الوعي الثقافي وتعمل على بلورة التفاعل بين الشاعر والمتلقي وجميع المستخدمين لهذه المنصات بكافة الأعمال والاهتمامات الثقافية والأدبية والفنية.
الفن نوع من أنواع الإبداع الأدبي والفكري فما علاقة لوحاتك بنصوصك الأدبية ؟
كثير من اللوحات مستقاة من أعمال أدبية مشهورة، اللوحة الفنية يمكنها أن تقدم نموذجا وفكرة لكتابة قصيدة .. وكما قال ليونارد دافنشي: “الرسم شعر صامت، والشعر رسم أعمى ” كتبت عن الوطن بنصوصي و رسمت الوطن في لوحاتي تجسده أنثى .. فالأنثى برأيي تمثل الأرض والوطن الكبير والينبوع الدائم للعطاء والحضن الواسع لأبنائها.
الشاعرة والفنانة حنان جميل لديك العديد من المشاركات التي كُرمت من خلالها بإبداعاتك حدثينا عن تلك اللحظات؟
التكريم هو ثمرة طبيعية لمسيرة اجتهاد متواصلة، وأعظم فرحة في الحياة هي فرحة النجاح في مجال ما .. لحظاتي هي مشاعر السعادة ممزوجة بالفخر والاعتزاز وبنفس الوقت يحفزني لمواصلة ما كرمت من أجله .
لديك مجموعة شعرية ترغبين بنشرها في كتاب فمتى سترى تلك النصوص النور؟
أعمالي هي نتيجة لبذور جيدة بذرتها منذ زمن بعيد، ولظروف قاسية جدا خارجة عن إرادتي توقفت عن الكتابة لفترة من الزمن .. فلم أعد أبصر الحياة كما كنت زمانًا، لكنني عدت أفتش عن أوراقي القديمة وبدأت أكتب المزيد منها . اليوم لدي مجموعة كبيرة من النصوص الشعرية والنثرية منها في طريقها للنشر، لكنني في طور البحث عن دار نشر مناسبة .
حصلتِ من خلال لوحتين على جائزة رئيس الجامعة حدثينا عن ذلك ؟
نعم حصلت بعض لوحاتي على جوائز تقديرية ومادية . كما حصلت لوحتين لي بفن (زخرفة الحروف الصينية) على جائزة (رئيس الجامعة) في المعرض الفني السنوي لجامعة كلنديل بمدينة فينكس بولاية أريزونا الأمريكية لعام ٢٠١٨. وأيضا حصلت أحدى لوحاتي على المركز الثالث في نفس الجامعة عام ٢٠١٩ وتم نشرها في مجلة The Traveler الفنية الأمريكية في أريزونا .. الجائزة تسهم برفع الشعور المعنوي للفنان وتحفزه لتقديم الأجمل، وتسهم بزيادة معرفة الناس لأعمالي الفنية.
حنان جميل نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة البنفسج للثقافة والفنون هل مؤسسة البنفسج للثقافة والفنون لها دور في زيادة عطاءك ؟
الحقيقة نفخر بمؤسسة البنفسج للثقافة والفنون لكونها خير داعم للأنشطة والفعاليات والمسابقات الفنية والمعارض التي تخدم كافة الفئات العمرية لأعضاء المؤسسة والوافدين إليها، وذلك من خلال حزمة كريمة وسخية من التكريمات والأوسمة للفنانين والأدباء المشاركين في الفعاليات الفنية والأدبية الكثيرة . التعامل مع هذا الكم الهائل من عطاء الفنانين جعلني أرتشف صور الجمال والأبداع من الأنامل المبدعة، و التي استفدت منهم في تكوين ذخيرة من مشاعر متدفقة لصياغة نصوص شعرية بأسلوب خاص و رؤية جديدة.
كيف تبحثين عن الحقيقة والجمال في كتاباتك ؟
الحقيقة والجمال تكمن في الانفعالات العاصفة التي تفرض طقوس معينة لمشاعر الكاتب. ففي هذه الحالة يجب على الشاعر أن يبلور كل انفعالاته واضطراباته ويحولها إلى سكينة وطمأنينة.. قد تتجلى الحقيقة في حب الكاتب لوطنه، والجمال في صور الشوق والحنين لذكريات الماضي الجميل .
كلمة نختم بها الحوار .
شكرا لإتاحة هذه الفرصة الرائعة ولهذا الحوار الممتع