لن نرضى الدّنيّة
عبد العزيز بشارات | فلسطين
بلادُ الطُّهرِ يَفدِيها الرٍّجالُ
وتشمخُ فوقَ هامَتِها الجبال
///
تُناديها البطولةُ في فَخار
وتَحضُنُها المُروءةُ والجَمال
///
إذا ما استعصَت الدُّنيا عليها
وقال الناسُ عَودتَها مُحال
///
تكلَّم مهدُها وسَمَت نُفوسُ
وصوتُ الحقِّ مِن فِيها يُقال
///
تهاوت للضّلال بها أنوفٌ
وغاصت بين دفّتها النِّصال
///
وكشّر كلبُها عن نابِ حِقدٍ
وأوهَت عَظمَها تلكَ الخِصال
///
بغاثُ الطير تلطُم وجنتَيها
ونسرُ البَيتِ يُرهِقُه السُّؤال
///
تضاءَل صوتُ باكيةٍ وثَكلى
وصوتُ البومِ تَعكِسُهُ التّلال
///
بلادي لن تَلينَ لِطولِ عهدٍ
إذا ما غَيّروا فيها ومالوا
///
ستُكتَبُ قِصةٌ في كلِّ بَيتٍ
عن الآباء يَرويها الشِّبال
///
ونُعلِمُ مَن غَزانا حينَ يدنو
بأنّ السَّهمَ تَتبعُهُ النّبال
///
لبسنا من ترابِ الأرضِ ثَوباً
وأُكفِئَت المواقدُ والدِّلال
///
فلم نحفَل بمشروبٍ شهيٍّ
وجافَتنا المَطاعمُ والغِلال
///
مُهادَنةُ العَدوّ بها صَغارٌ
ومسحُ الذَّقن بالكفِّ اختبال
///
ولم نَرضَ الدّنِيَّة مُذ نَشأنا
فطعمُ الذُّلِّ قهرٌ واعتلال
///
وقيد الذُّلِّ يرفُضُهُ عزيزٌ
فقوّتُهم وسَطوتهم خيال
///
كطبلٍ أجوفٍ لا خَيرَ فيه
تُفَجّرُه وتَصفعُه النِّعال
///
قد اجتمعت جُيوشُ المَكرِ تترى
وصالوا في مرابِعِنا وجالوا
///
تُحرّكُهُم قوى الطُّغيان ظُلما
كأنّ الشَّر في يدِهم عِقال
///
هُويَّتُنا على الأرض استطالت
ولن يَهنا لنا في النَّومِ بال
///
سَنُرجع أرضَنا شِبراً فشبراً
ولو والى العِدا في الخُبثِ آل
///
ونُشهِدُ رَبَّنا انّا رجالٌ
إذا قالوا ستَدعَمُهُم فِعال.