محاولات احتواء الصين عبر منطقة “شينجيانغ ” سيكتب لها الفشل حتماً
بقلم : محـمد علوش
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الامبريالي العالمي يواصلون حربهم التشويهية ضد الصين، وهذه المرة يأتي هذا التشويه من جانب مختلف حيث تقف الإدارة الأمريكية في موقف المدافع الشرس عن “حقوق المسلمين ” الذين تتهم الصين بأنها تمارس بحقهم جرائم منظمة وملاحقة وقتل وتنكيل وتقيم لهم معسكرات للاعتقال .
وزارة الخارجية الصينية تحدثت بوضوح أن “بعض وسائل الإعلام” الأمريكية والغربية لديها أجندات باتت مكشوفة تسعى من خلالها لتشويه جهود الصين في مكافحة الإرهاب والتطرف في ”شينجيانغ” ، وهذا الإعلام الامبريالي يشوه الحقائق ويقوم بدور مكشوف لحرف الحقائق والتأثير سلبا على جهود الصين للحفاظ على أمنها واستقرار وسلامة أراضيها ، وهذا الإعلام الذي يعتبر ما تقوم به الحكومة الصينية تطهيراً عرقياً للأقليات المسلمة هو إعلام موجه يشتّم منه رائحة العدوانية والتشويه وقلب الحقائق ، وهو تدخل سافر في محاولة خبيثة لتأليب الشعب الصيني ضد قيادته وحكومته وحزبه .
إن الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخها الاستعماري البغيض ، وتنكرها لحقوق الأقليات والملونين في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي مقدمتهم المسلمين، هي آخر من يتحدث عن حقوق المسلمين ، وهي غير مؤهلة أصلاً للادعاء بالدفاع عن حقوق الأقليات بسب سياساتها العنصرية داخل الولايات المتحدة، ناهيك عن سياساتها الداعمة والحامية للأنظمة والدول الرجعية التي تنتهك حقوق الإنسان يومياً، ويكفي تبنيها ودعهما لدولة “إسرائيل” الدولة القائمة بالاحتلال لدولة فلسطين ، والإجراءات العنصرية التي تقوم بها يومياً ضد الشعب الفلسطيني، من استيطان، وقتل، وتدمير للبنية الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، علاوة عن حماية “إسرائيل” سياسياً ودبلوماسياً رغم الانتهاكات اليومية التي تقوم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .السلوك الأمريكي المتمثل في إغماض العين عن الحقيقة وتجاهلِها يعكس المعايير الأمريكية المزدوجة والمختلة فيما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب ، وهذا الأمر يرسل إشارات خطيرة للغاية إلى الجماعات الإرهابية الدولية ، ويتسبب في نهاية الأمر في تعريض الولايات المتحدة نفسها لعواقب خطيرة ، وقد يكون التذكير مفيداَ للدور الذي لعبته في خلق ودعم تنظيم القاعدة بأفغانستان.
فمن ناحية، تجاهلت واشنطن كافة الجهود والمساعي الصينية لمكافحة الإرهاب ، وراحت من ناحية أخرى تروج لوثائق مجهولة المصدر تتعلق ”بشينجيانغ”، ما يؤكد الموقف الإيديولوجي المتحامل على الصين والتمسك بالمعايير المزدوجة والتي تم التعبير عنها بقرار الكونغرس الأمريكي المعادي للصين جملة وتفصيلاً.
إن منطقة ”شينجيانغ ” لم تشهد أية حوادث إرهابية عنيفة، في السنوات القليلة الماضية، واستقبلت في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري أكثر من 200 مليون سائح ، وتجاوزت عائداتها السياحة 300 مليار يوان، بزيادة 40 % على أساس سنوي، كما أحرزت معركة تخفيف حدة الفقر تقدماً ملحوظاً ، حيث انخفض معدل انتشار الفقر من 22.84 بالمائة من بداية عام 2014 إلى 6.51 بالمائة حالياً.
وتعد هذه البيانات الحقيقية دليلاً واضحاً على ازدهار ”شينجيانغ” ورخائها، ودحضاً قوياً لجميع الشائعات والافتراءات والأكاذيب التي تروجها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأمام هذه الحقائق الساطعة يجب على بعض الدول والجماعات الغربية العمل على نبذ المعايير المزدوجة ، والعودة إلى المسار الصحيح ، ويتعين عليهم التخلي عن أحلامهم المستحيلة التي تصور لهم إمكانية احتواء الصين عبر منطقة شينجيانغ ، أما إذا أصروا على تجاهل الحقائق وعدم التمييز بين الصواب والخطأ، فإنهم سيعانون بالنهاية من العواقب الوخيمة لأفعالهم.
على الإدارة الأمريكية ومن يسير في ركبها من الدول الغربية أن يكفوا عن محاولات الاحتواء اتجاه الصين والتي ستفشل حتماً أمام عظمة الصين وتماسك شعبها وإصراره على الوحدة الوطنية لجميع مكوناته بعيداً عن تلك المحاولات الرخيصة التي تسعى لإثارة النعرات الدينية وتحريض المسامين ضد بلدهم ، تماماً كما جرت أحداث أفغانستان من قبل وما قامت به أمريكا من حشد دول وقوى الإسلام السياسي لـ ” الجهاد في أفغانستان ” ضد ” الروس الشيوعيين” آنذاك بدعوى الحرص على الإسلام والمسلمين.
علينا أن ننتبه جيداً لما يحاك في أوكار الظلام، فهذا التطرف الظلامي والإرهاب التكفيري والداعشي هو صنيعة النظام الأمريكي وصنيعة الرجعية المتخلفة ، وهي أدوات باتت مهترئة ومكشوفة لدى القاصي والداني .
علينا أن ننتبه جيداً فحجم المؤامرة كبير والتشويه مستمر ومتواصل بأدوات متعددة ، فأمريكا التي تقتل وتمارس الإرهاب المنظم في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن من خلال أدواتها هناك وما تقوم به من حصار جائر ضد كوبا وفنزويلا وإيران وغيرها بلدان العالم ، وما تقوم به اتجاه الشعب الفلسطيني وقضيته ليست أبداً حريصة على مسلمي الصين ، فللمسلمين في الصين دولتهم التي تقوم برعايتهم رعاية تامة وتقوم بواجباتها اتجاههم بعيداً عن أي تمييز أو أجندة أيديولوجية.