الظهيرة.. قصة قصيرة
محمد حسين | كاتب فلسطيني – دمشق
جثثاً بشكل حياة تنتظر أمام محطة الحافلات تحاول الصعود إلى صناديق الحديد لتأخذ قسطا من همسات الوجع، الشمس تحتل مساحات الظل في الشوارع الخالية من الناس بعد ارتفاع ميزان الحرارة في افواهم الحائرة ، سامر المستمتع بهذا الوقت المسروق من أنظار حراس الأرواح يضغط على عنق الوقت يحاول إيقاف عقارب ساعته عند منعطف الشارع ،اهدأ أيها الوقت اللعين مازال في جعبتي ماء لم أشربه بعد، أعطني برهة قصيرة جداً في داخلي صراخ..أحلام…أمنيات…أوجاع… فرح… نحن خارج المربع يا ناديا الآن..
لماذا تبدو الشوارع خالية؟
ناديا : لأن مؤشر البورصة قد ارتفع أكثر مما ينبغي وأغلق عند مستوى مزق جيوب الناس وصادر ابتساماتهم.
: أين أصبحت الأحلام يا ناديا؟
: في ميزان بائع الذهب والورقة الخضراء التي تطحن عظام الصباحات الجميلة…
: ماذا حل بأفواه وبطون الناس؟
: مغلقة حتى إشعار آخر بانتظار مطر من السماء ..
: دعك من هذا الكلام الآن لنعش ما تيسر لنا من الأحلام في غفلة الحراس.
تعال نعلق أجراس المدينة في جيد شفاهنا ليرقصوا على انغام الأمل..
تعال نقطع تذكرتين لنعبر إلى قرص الهذيان فلم يعد هناك متسع في العقل…
تعال نرتب قصائد درويش وكلمات الماغوط لنسقيها للأجواف الفارغة والاوطان الهاربة…
تعال نخرج الجنون من براثن زنازينه…
تعال…تعال…لأهديك قطعة حلوى بطعم وطن…
شكرا لك أيتها الظهيرة التي منحتنا وقتاً، لانبيع ورداً لموتى الأرصفة الغافية فوق صراخ طفل.