إسهامات العرب الحضارية وراهن الصحافة العربية في العدد الجديد من “الشارقة الثقافية”
الشارقة | خاص
صدر أخيراً العدد (53) لشهر مارس من مجلة “الشارقة الثقافية” التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث جاءت الافتتاحية بعنوان (إسهامات العرب في مسيرة الحضارة الإنسانية)، مشيرة إلى أن المجلة أفردت في كل عدد صفحات للإلقاء الضوء على العلم العربي وعصور التنوير التي شهدت أعظم الاختراعات والابتكارات والاكتشافات العلمية، فكان لها الفضل في التأسيس لعصر النهضة ومرحلة التقدّم والرقي، في وقت كان يعيش فيه الغرب مرحلة (عصور الوسطى)، وحريٌّ بكل متابع ومهتم أن يطّلع على تجليات الحضارة العربية في العلوم المتنوعة وإشعاعاتها الثقافية والحياتية، ليُفاجأ فعلاً بما قدّمه العرب للعالم في أجمل صورة إنسانية وإبداعية وتاريخية.
وأكدت أن المجلة ستواصل رصد إنجازات الحضارة العربية ومكانتها الريادية في مختلف الحقول، ودور علماء العرب وجهودهم العظيمة في إحداث نقلة نوعية على مستوى العلم والابتكار والاكتشاف، للاستفادة والتذكير بما كان للعرب من فضل في انبثاق فجر جديد يبعث على الأمل في صنع مستقبل أفضل.
أمّا مدير التحرير نواف يونس، فأكد في مقالته التي حملت عنوان (الصحافة العربية بين الماضي والحاضر) أننا نعيش عصرنا الحالي بكل معطياته الجديدة ومتغيراته السريعة، ونلمس التطور الذي حققته وسائل الاتصال الحديثة بما تمتلكه من تكنولوجيا المعلومات، ونعيش الجدل الذي بدأ يتصاعد بين الوسيط الإلكتروني والوسيط الورقي، معتبراً أنّ أي اختراع إنساني لا يمكن أن يفنى بظهور اختراع موازٍ يضاهيه ويفوقه تأثيراً وفاعلية، كما حدث باختراع الإذاعة ومن بعدها التلفاز. وقال: لا نندم كثيراً في اعتمادنا على المطبعة والمكتبة ومعارض الكتاب طوال هذه القرون، ونحن نؤمن بأنه زمن التكنولوجيا والوسائط الإلكترونية، وزمن التغيير والتطور في عالم الصحافة الورقية، ونسعى بكل جهد للتفاعل والتكيف مع العصر، وهو ما يحتم علينا أن نتعامل معه ونواكب معطياته الجديدة، ولا نرى في ذلك أي ضير مع استمرارنا في إصدارنا الورقي والتعامل مع العصر بكل أبعاده التقنية المتطورة.
وفي تفاصيل العدد (53): يواصل يقظان مصطفى إلقاء الضوء على إنجازات الحضارة العربية، وبيّن ارتقاء العرب بعلم الفيزياء مشيراً إلى أربعة قرون عربية أسست مفاهيم الحركة وقوانينها، فيما تناول خلف محمود أبوزيد الأديبة إكرام أنطاكي التي تعد صوت الثقافة العربية في المكسيك، وقد أثبتت التأثير المتبادل بين الثقافتين العربية والإسبانية.
وفي باب (أمكنة وشواهد) جال محمد العساوي في ربوع مدينة وجدة التي تعد من أعرق المدن المغربية وقد شيدت منذ ألف عام، أما وليد رمضان فتوقف عند مدينة جبيل اللبنانية إحدى أقدم المدن المسكونة في العالم، والتي تتميز بحضارتها وعراقتها وجمالها.
أمّا في باب (أدب وأدباء) فقد كتب محمود كحيلة عن طه حسين وجائزة نوبل التي رشح لها أربع عشرة مرة، وقدم د. همدان دماج إطلالة على عالم عبدالعزيز المقالح الشعري الذي يتسم بفنياته الكلاسيكية واستلهامه للتراث اليمني العربي، بينما أجرى أحمد اللاوندي حواراً مع الشاعر والمسرحي عادل سعد يوسف الذي مزج أنهار الذاكرة بحبر الكتابة، وتناولت رويدا محمد المفكر المصري سمير سرحان الذي تميز بتنوع إنتاجه الأدبي والفكري، وكان مسؤولاً عن الزاد الثقافي العربي في مصر، وألقى عبده وازن الضوء على أحد أهم مترجمي دوستويفسكي سامي الدروبي الذي رفع الترجمة إلى مصاف الإبداع، وتوقفت أميرة الخضري عند الشاعر والناقد البريطاني ت. س. إليوت الذي يعتبر من الذين أثروا في تشكيل وجدان عدة أجيال من الشعراء، وغاصت عبير محمد في سيرة عبدالقادر القط أحد رواد الحركة الأدبية والنقدية الذي استوعب ثقافته وتراثه وانفتح على ثقافة الآخر، وتناول عزت عمر ثنائية البصر والبصيرة في (الرواية العمياء) للروائي العراقي شاكر نوري، وكتب محمد ياسر منصور عن ملكة الروايات البوليسية أجاثا كريستي التي وصلت مطبوعاتها إلى أكثر من ملياري نسخة، أما هبة الله إبراهيم فتناولت الكاتب نهاد شريف الذي ارتقى بأدب الخيال العلمي عربياً، وقدم د. محمد خليل محمود جوانب من سيرة محمد حسين هيكل أحد رواد النهضة العربية الحديثة، فيما قدم سمير أحمد الشريف قراءة في رواية (الشمس في يوم غائم) للكاتب حنا مينة، وحاور أحمد عساف، د. فاضل الكعبي الذي ألف (125) كتاباً واعتبر أن الكتابة للأطفال واجب وشغف حياة، وأجرى أشرف قاسم مقابلة مع الكاتبة عزة دياب التي أكدت أن القصة هي بوابة السرد، وقرأ د. رضا عطية نتاج الشاعر رفعت سلام الذي خرج على التقاليد الجمالية وبحث عن طريق آخر للشعر، كذلك حاور وحيد تاجا الشاعر نذير العظمة الذي أكد أن على الشاعر أن يستوعب قضايا عصره وثقافته بأصالتها، وتطرق مصطفى الحفناوي إلى تجربة الروائية مادلين ثين وحكايات النزوح والذاكرة والعائلة، وحاور الأمير كمال فرج الشاعر محمود حسن الذي رأى أن النقد إبداع مواز، وأن الشاعر صانع الدهشة، فيما قدم د. هيثم الخواجة قراءة في ديوان (يأتي من جهة الشوق) للكاتب والشاعر أحمد حسين حميدان ورأى أن الشعرية لديه تتماهى مع الدفق الفكري.
في باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ الموضوعات التالية: مهنا الدرة.. تجربة ثرية ومتنوعة في الموضوع والأسلوب – بقلم محمد العامري، جهيدة هوادف.. من أبرز التشكيليات الجزائريات – بقلم ميلود بن عمار، مهرجانات السينما تحت وطأة الكورونا – بقلم أسامة عسل، الموسيقا والرياضيات في الرواية – بقلم نبيل سليمان.
من جهة ثانية، تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: النهضة والمعارف الإنسانية في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات – بقلم د. محمد صابر عرب، حمّامات الأندلس.. حضارة وآداب – بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، طه حسين.. قارىء الفكر الإنساني بامتياز – بقلم د. يحيى عمارة، مقدمة في طبيعة النقد – بقلم أحمد يوسف داوود، (النشاز) أو تعدد الأساليب الروائية – بقلم نجوى بركات، صبحي العمري مؤرخاً وشاهداً على عصره – بقلم محمد نجيب قدورة، أهمية الفن الرفيع في الارتقاء بالمشاعر النبيلة – بقلم د. عبدالعزيز المقالح، حول الخصوصية الأدبية – بقلم غسان كامل ونوس، دور الإعلام في تكوين اتجاهات الجمهور – بقلم سوسن محمد كامل، اللوحة التشكيلية والعمل الأدبي – بقلم سلوى عباس، غوغول.. علامة فارقة في الأدب الإنساني – بقلم شعيب ملحم، المعجم.. تاريخ وحضارة أمة – بقلم عماد الفزازي، ريم داوود.. ابنة مسقط ومشروع نقل إبداعات العالم إلى العربية – بقلم مصطفى عبدالله، أنيسة عساف في زمن درامي بامتياز – بقلم أنيسة عبود، أسلوبية الشاعر في استنطاق اللغة بين سمو اللفظ وتشريف المعنى – بقلم نوال يتيم، حافظ محفوظ.. الخزّاف الطالع إلى آفاق أخرى – بقلم د. حاتم الفطناسي، شذرات وديع سعادة.. الاقتصاد والجملة الشعرية – بقلم د. حاتم الصكر، وسائل الاتصال وانعكاسها على القيم الثقافية – بقلم يحيى السيد النجار، الاغتراب والمنفى في الشعر العربي – بقلم صالح لبريني، استشفاف الرؤى التشكيلية من الاستغراق إلى الترويض والعلن – بقلم نجوى المغربي، السينما وسؤال الهوية – بقلم اعتدال عثمان.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: الكاتبة أمل الجمل تثير علامات الاستفهام حول صدقية (الوثائقي) – بقلم أسماء جمعة، كتاب (حكاية إيسيدور) ينقل أشهر كتاب القصة القصيرة الألمانية إلى العربية – بقلم عمر أبو الهيجاء، (حكاية شعبية من الإمارات) أصلها واحد وأصواتها متعددة – بقلم ناديا عمر، في النقد الجمالي (شعراء.. وتجارب) – بقلم أبرار الأغا، الأفكار التي نحيا فيها باختيارنا – بقلم سعاد سعيد نوح، تساؤلات وأحلام وتداخل الأزمان في (لماذا لا يطير التمساح؟) – بقلم مصطفى غنايم، (مطلوب مهرجين) نصوص مسرحية – بقلم محمد سيد أحمد، علاقات إنسانية متشابكة في رواية (صدى الأيام الغامض) – بقلم زمزم السيد، ديوان (ضيوف الظل) للشاعر يوسف محمد عابد – بقلم انتصار عباس، (أفواه مفتوحة لا تبتسم) رسالة سلام من أحمد أبو دياب – بقلم هالة علي.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: نادية أحمد محمد محمود (قلب العصفور) قصة قصيرة، (قلب العصفور.. تربية الشك / نقد- بقلم د. سمر روحي الفيصل، ليندا إبراهيم (من الشعر الأمريكي) شعر مترجم، مبارك أباعزي (نجاة) قصة قصيرة، ذكاء ماردلي (حوار مع صديقي الراحل) قصة قصيرة، عبدالهادي شعلان ( رأي العين) قصة قصيرة، حسام حسني بدار (الفتوة) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) من إعداد فواز الشعار.
يذكر أنّ المجلة قد أطلقت تطبيقها الخاص للهواتف الذكية ابتداء من شهر فبراير الماضي، وذلك لتوفر للقراء في كل مكان فرصة الاطلاع على أعداد المجلة كاملة، ومتابعة أبرز الموضوعات والمقالات الفكرية والأدبية والفنية.