تَهويماتٌ في الساعةِ الهامدةِ من الليلِ.. شَقائقُ النُعمانِ أنتِ

فايز حميدي | كاتب فلسطيني مغترب

-١-
يا يَمامَتي :
يُسحِرُني نَوارُ اللوزِ
على خَديكِ
وَتُفتُنني حُمرةُ الجوّريُّ
على شَفتيكِ
وَيُسبيني هَذا الوَميضُ المُتراقصُ
في عينيكِ
يا قَمراً يَتهادى بينَ ثَنايا الغيم
يا وَردةً نَمامةً تَغتسلُ بِنَدى الصباحِ
يا زَيتونةً عَميقةُ الجذورِ في أعماقيِ
زَيتُكِ يُضيءُ مَجاهِلَ عُمّري
يا امرأةً عبأتِ الحُلم في عينيها وَخبَّأتني ..
وَهيجتْ الذِئابُ في أهدابِها المُتكسِرةُ
وما انكرتني …
يا جوريَّة الشَّام :
مَا أجملَ التيه فيكِ وَبكِ وَمعكِ !!!!
-٢-
يا امرأةَ :
العيون الشَّهلاء
والقامةِ الهيفاءِ
واللهجَةِ العَذبةِ
كُلّما دَهمَ حَريقُ الغُربةِ شَاطئي
واحتشدَ ثلجُها في عروقيِ
وَنفتْني إلى قعرِ الهاويةِ
دَفّئني صَوتُكِ بينَ اشتياقٍ وَحنين
كَهمسُ الفراشة للزهورِ البهيجةِ
والزهرةُ العطشىَ لدفءِ الشمسِ
والطيرُ المُهاجرُ لِواحةٍ غَناء
أستنشقُ يا حَبيبتي حَبق روحكِ
وأغسلُ النهارَ
وَتحمِلُني أحلامُ العصَافير
على أجنحةِ القلبِ
فتتساقطُ نُجومُ الياسَمين الأبيض
وَتنطلقُ زقزَقة العصافيرُ صادحةً
فَتُجِبُها نسماتُ الأصيلِ
مُنداةٌ بِعطر الشجرِ والزَّهر
وتتألقُ أمامي أزهارُ البَنفسجِ
وَيسطعُ في عينيكِ
سِحرُ بياضَ الفلِ والزَنبق
يا وردةً لها طقسُ المهابةِ
يا بَهجةَ الحقولِ أنتِ
يا شَقائقَ النُعمان أنتِ
وَتُحلقُ روحي في سماءِ الشوقِ
وأتَفيّأُ في ظلِ فراشةٍ
وأتركُ الأبعادَ تَقودُني
وأكسرُ عدادَ الوقتِ
وأهمسُ في أذنِ الغيبِ
فيطلُّ طَيفُكِ بابتسامةٍ جَذلى
وَتحيةٍ عابقةٍ ..
وتُعانقُ يَديَّ خَصرُكِ
كخيوط الشمسِ تَحضنُ أديمَ الارضِ
يا ومضةُ بُرقٍ عَرت الفرحِ
من دثارهِ
وأسألُ يا يَمامَتي :
فيكِ حُزنٌ شَفيفٌ وَغُموض ؟؟!
وَتُجيبي بِنبرةٍ حَزينةٍ :
هي الحَياة بَحرٌ
وعلى البحارِ أن يَعرفَ
مع أي رِيحٍ يَنشرُ أشرِعتهُ
أليسَ الغُموضُ أكثرَ أماناً من الوضوحِ ؟؟!!
محبتي
(القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى