تأملات في السعادة والإيجابية

أ.د. محمد سعيد حسب النبي | أكاديمي مصري

“صاحب الخصوصية لابد أن يظهر يوماً” هكذا يقول الصوفيون؛ فكم في العالم من شخصيات كامنة، لو هُيئ لها عود الثقاب لاشتعلت، ولو أتيح لها القبس لأنارت، وكم من بذرة صالحة قوية لم تجد تربتها اللائقة بها، فغلبتها على الحياة بذرة فاسدة، وكم من زهرة بدأت تتفتح فأصابتها ريح هوجاء عصفت بها، وعمل الصالحين والشخصيات القوية في كل أمة أن تستكشف هذه الكوامن فتقدم لها الغذاء وتتعهدها بالنماء.

ومن الأعمال التي يمكن أن تمثل لنا جميعاً الغذاء والرواء،كتاب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “تأملات في السعادة والإيجابية”، والذي يهدف من ورائهإلى صناعة الأمل، ونقل تجاربه الثرية في بناء الحضارة الإنسانية. والكتاب يطرح رؤية تستند إلى تفاؤل وإيجابية عُرف بها الشيخ محمد بن راشد، كما جاء الكتاب في نسيج قصصي بسيط قريب من القراء ولاسيما الشباب. يقدم فلسفة للحياة الإيجابية تهدف إلى إسعاد الناس وبناء الأمل في الشعوب العربية. يشير الكتاب إلى ما تمر به المنطقة العربية من نزاعات تنوعت بتنوع الصراعات التي يفرضها المشهد العربي في الوقت الحالي. ومن ثمّ جاء الكتاب بحثاً عن رؤية مختلفة للتحديات معتمداً على التفاؤل والإيجابية التي يمكن أن نبثها في الأجيال الحالية والمستقبلية. فاليأس الذي شاع بين الشباب حالياً يمكن أن يقصف ثقة المرء في نفسه ويهدم تفاؤله في مهده.

ويتطرق الكتاب بشكل دقيق إلى الممارسات التي يمكن أن تحقق الرؤى والخطط المستقبلية الطموحة وبناء الثقة والتميز والتمكين الذي يحتاجه الشباب في الوقت الحالي. كما وجه الكتاب بعض كلمات لهادمي المعنويات الذين ينتشرون في كل وقت وحين، وقراءة الكتاب تقود لتحول معنوي كبير سيلحظه من طالع هذا العمل القيم. ولاسيما عند تتبعتلك الرحلة التي يسوقها الشيخ محمد بن راشد للتعرف على كيفية إدارته لوقته وتجديد طاقته وتفاعله مع المقربين منه وتعامله مع الأزمات التي يمر بها.

ومن اليقين أن بروز الشخصية وظهور النبوغ في الإنسان على أثر قراءة كلمات عظيم من العظماء، فيحس بعدها كأن عود ثقاب اُشعل في نفسه فألهبها، وأضاء ما بين جوانبها، وحفزها للعمل، وهون عليها الأخطار، وكشف لها الأسرار، وبعد أن تقرأ كتاب الشيخ، وتطيل فيه التفكير والتأمل؛ستلحظ كأن قبساً من نور إلهي ألهب نفسك، وأضاء العالم أمامك، فلا تملك إلا أن تسير عليه، وتؤدي رسالته كما بلغتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى