تَلحَّفوا قَميصَ يوسُفَ

سامية ياسين شاهين | فلسطين

 

ما بالُ الصّبحِ في وضحِ النّهارِ أظلمْ

بكى الصبَّارُ على كتِفِ الأشواقِ حنيناً ..

لِيَعربيٍّ هاجرَ مع السّنينَ ..

باحثا عن  عُشًّ قد كان .. فَحُطِّمْ ..!

فَتاهَ فوقَ السّحابِ .. وَتساءَلَ أين هي  ديارُ محبوبتي ..؟!

هل تَلَقَّفَتْها أيدي الرّدى ..؟

أم تاهتْ بين الحضيض ..  وضاعتْ مفاتيح الهوى .. فأضْرَمَتْ مآقي النّورَ بِالنّوى..!

وبئرُ المحاجرِ جَفَّ .. وَاُعدِمْ ..!

 

هَجَرَتِ النٌجومُ بلادَ الشّمس ..

فَاستَوْطنَ غَلَيُّ الدُّجى ..

صقيعٌ  بها قد  ألَمّْ ..

لا أدري.. هل سقطَ كشظايا  بَلُّورٍ ..

وذاكَ الوريد هل فُتِقْ ..؟

عُروقُ زيتونةٍ ..استوطنَ في رحمِها حيْدَرا ..

أشَرِبْتُمْ كؤوسَ الخمرِ.. وَرَضِعتُم ُحليبَ أرنبة..؟!

 

هناكَ الحَدْأُةُ .. تقايَضَتْ عباءّتَكمْ في سوق الإملاقِ ..!

أشْهِروا الحُسامَ واقطعوا دابِرَها

فهناكَ عُشٌّ لا يستوي مَسكَنَهُ ..

بين أحضانِ الغِربان ..!

 

شُدّوا الوَثاقَ بِخيْطِ الصّباحِ ..

وَتَلحَّفوا قَميصَ يوسُفَ .. لِيَرُدَّ البَصَرَ وَالبصيرةَ في أحضانِ الثَّرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى