في عهد فيروس

مروان عيّاش | سوريا

أخرجَ يده..
فإذا بزهرِ المقابر يكتب اسماً فوق الأثير
مشى إلى البحر
فتراجع الموج
اصطفت الحيتان تُقبِلُ خاتمَ الإلهام
هتفت
وا فيروساه
وا فيروساه
ألقى تحيةً في الأفق
ألهبتْ غابات الشك
تكحلت برمادها الكهوف
خارَ الاحتمال
و استقرَ اليقين
إنه الكائن العظيم
لا شريك له
وحيد
لا تحيطه الدول
حاكم من نور خفي.
فخامة الفيروس
أيها المتناهي في الصغر
أيها الخبيث إلى الأبد
في صدورنا كثيرٌ من رماد أنفاسك ٠
في دمائنا تنفجر ضحكاتك الصفراء
في عيوننا ينبز وجهك كالصبار
كي لا نحلم ثانية احلام البشر.
أيها الفيروس العتيد
أيها المقاوم لطهارتنا
المتطفل على قناديلنا كسواد الفحم
لا داعي أن تبصق دماً
في حليب أطفالنا
لا داعي أن تقذف السم
في وجوه آبائنا
لا داعي أن تجتمع عائلة الفيروسات الخالدة
وهيئة الجراثيم…
كي تصدروا قراراً
بتطهير هذه الأرض منا
قراراً فيروسياً
بعزلنا
بذبحنا
بحرق أجسادنا
فنحن سنذوب بين التراب كحبات البَرد
نسكن في شقوق الصخور كشتلات الزهر
سنركب ضوء الشمس
نرحل للقمر
نحتفظ بأرواحنا شفافة
طاهرة من رجسكم إلى الأبد..
أيها الفيروس..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى