و تظلين دوماً

د. محمود إسماعيل | شاعر مصري

وَتــَـظْلِينَ دُومًا.. دُومًا فَوْقَ الْقِمَّةِ . . فَوْقَ تِلْكَ الْأَقْمَارِ الْعَالِيَةِ الْبَعِيدَةِ
ُتــنظُرَينَ بتلكَ الْأَعْيُنِ الْمَشْدُوهَةِ
وَتَأْتِيكَ تِلْكَ النَّجْمَةُ – تُرِيدُ جِيرْتَكْ – وَتَسْأَلُكَ هَلَّا تقبـــلين ؟
فَتَرَدِّينَ – بِكُلِّ بَسَاطَةٍ و وَدٍ كعَادتـك – أو تطيقين ؟
وَتَتّـسعُ حَدَقَاتُ النَّجْمَةُ دَهْشَة إِلَى آخِرِ اتِّسَاعِهَا كَيْفَ لَمْ تُبْصِرْ ذلَكَ مِنْ قَبْــل ؟
إنْ هَذَا الْجَمَالَ الْمُتَفَرِّدُ بِمَا لَهُ مِنْ صِفَاتٍ ظَاهِرَةٍ وَمَعَانٍ خَافِيَةٍ
لِيَفْرِضَ عَلِيٌّ مِنْ يـرِيـــدِ تِلْكَ الْقِمَّةِ أَنْ تَكُونَ لَدَيْهِ الْقُدْرَةُ للِتُخْلِيَ عَنْ أَشْيَاءَ بَاهِظَةٍ فِي سَبِيلٍ شاق قُلْ سَالِكُوهُ.
وَتــَـظْلِينَ دُومًا.. فوْق تِلْكَ الْقِمَّةِ الشَّمَّاءِ. وَلَا غَرْوَ أَنْ يَشْعُرَ مَنْ سَكَنٍ فَوْقَ الْأَقْمَارِ بِنَفْسِهِ
هَذَا الْأَسَاسُ ؛ وَلَا يُجْنَحُ بِهِ ذَلِكَ نَحْوُ مُسْتَصْغَرَاتِ النَّقْصِ لَدَيَّ الْاخِرِينِ

وَتــَـظْلِينَ دُومًا.. عَلَى تِلْكَ القِمَّةٌ مُبْهِرَةٌ مُتَلَالِاةٍ
أَشْبَهَ مَا تَكُونِينَ بِعَرُوسٍ فِي خِدْرِهَا يَوْمَ جَلْوهَا اذ تَجَمَّعَتْ لَدَيْهَا أَلَاءُ الْبَهَاءِ وَالْجَمَالِ
إِلَّا أَنَّ بَيَانَ بِهَائِكَ الزَّائِدِ لَا يَنْتَهِي بِانْتِهَاءِ الْعُرْسِ كَأَيِّ عَرُوسٍ
بَلْ أَنْتَ دَائِمَةُ الْعُرْسِ إِصْبَاحُكَ وَإِمْسَائُكَ وَكُلُّ لَيَالٍ عُمْرِكَ عَرُوسٌ
قَدْ أَلَّفْتُكَ مَعَانِي الْحَسَنِ أَكْمَلُهَا ، فَلَا عَجَبَ أَنْ أُضْحَيْتَ لَهَا بَيْتًا وَمُسْتَوْدَعَ
أَرَاكِ فِي عَلْيَائِكَ لُؤْلُؤَةٌ فِي صَدف يزود عنها ويحفظها من كل اهواء تريدها بسوء لأن القمة إذ تهب مفرداتها يري العابثون واللاهون في ذلك قيودا تنتقص من الحرية الزائفة التي يبررون لأنفسهم معطياتها, لأنها تردهم قائلة: لا لست لك ّ

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً على محمود اسماعيل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى