حروف ٌ مُبَعْثَرة ٌ
هشام مصطفى | شاعر وناقد مصري
اللَيْلُ ساجٍ
والْحروفُ تنامُ في سطْرٍ بعيدْ
ماذا سأكْتُبُ ؟!!
غيرَ شِعْر ٍ لمْ يَزلْ
يَقْتاتُ مِنْ معْنى بليدْ
ظِلُّ الفراشاتِ التي
قدْ أتْقَنَتْ
فَنَّ الْغِناءِ على شِفاهِ الموْتِ
شوْقاً واحْتراقا غادَرَتْ
لَهَبَ الْخيالِ إلى مفازاتِ الْجليدْ
حيثُ النّهاية ُ أيْقظَتْ
عصفورَها المصْلوبَ في
جِذْع ِ الحكايةِ كيْ يموتَ
على غصونِ الشِّعْرِ
صلْباً من جديدْ
إيزيس .. يا حلماً وهى
هلّا أجَبْتي شاعراً
فالْليلُ سيِّدتي شفاه ٌ.. أتعبتْها
أحْرفُ التِّيه المُعشِّشِ
في معانينا التي
قدْ حاصرتها
أعْينُ الزمنِ العنيدْ
ماذا على حرف ٍ وهتْ
أقدامُهُ
حيْثُ الدُّروبُ تشابهتْ
مثلُ الوجوهِ ومثلُ أسئلةِ الوجودِ
ومثلُ آلاف الْقوافلِ للْعبيدْ
بينَ الْحروفِ وبينَ أُحجيةِ المعاني
أسْكرتني رغبة ٌ ملْعونة ٌ
إذْ داعبتْ
أيْدي الأماني ظِلَّها المسجونَ في
سِفْرِ الرؤى
تسعى إلى معنىً تغرَّبَ صوتُهُ
بيْنَ اشْتهاء الحُلْمِ في
دنيا مضتْ ثَكْلى
وبينَ منىً
تموتُ ولا تحيدْ
إيزيس …
هْل سأمتْ خُطاكِ الحُلْمَ
حتَّى تُرجعي
شَتَتَ الْحياةِ إلى الْمُسَجَّى خَلْفَ
أسْتارِ السؤالِ إذْ
لاح الْجوابُ لكيْ
يسودُ الصُّبْحُ مَمْلَكَةَ الغُوايةِ
للْصَمْتِ العتيدْ
أمْ أنَّ سطْوَ اللْيلِ أقوى
مِنْ صباحِ الحبِّ في دَرْبِ الْمُريدْ
إيزيس …
يا خطواتَ حُلْم ٍ لم يَجِدْ
إلا الشتاتَ يلمُّها
ورؤى تبعْثرَ سطْرُها
هلْ آنَ للْحرفِ الْمُحَنَّى بالعمى
أنْ يرتجي من مستحيلاتِ الْحياةِ
ملامحَ الْمعنى الذي
قدْ غرَّبتْهُ يدُ القصائدِ
كيْ يحيا وحيدْ.