مفعول الكتابة وأثره في تفاصيل حياتي اليومية

عبد الغني المخلافي | اليمن
أعتدتُ الجلوس إلى الكتابة مساءً أهيئ طقوسي، ابتداءً من مضغي “للقات” ثم استماعي إلى الأغاني َوانغماسي في القراءة لساعات. أتجنب تعكير مزاجي.
هذا بعد شحن جوالي خشية انتهاء بطاريته وعندما يصفو ذهني أطلق خيالي باحثًا عن خيط فكرة للإمساك به. غالبًا ما أعود ظافرًا وأحيانا أتعثر وأدخل في ضيقٍ شديدٍ ، وتكون ليلتي منغصة وعائلتي تلاحظ ذلك ولا تعرف ما الأسباب .
الكتابة تدخل السرور إلى قلبي وتكون عكس ذلك في تعسرها. منذُ أيام كنتُ سيئ المزاج وعندما كتبتُ نصًا انقلبتُ إلى النقيض تماما ونمتُ في حال أحسن.
وعندما استيقظتُ أخذتُ حمامي وارتديتُ ملابسي وأنا أرددُ أغنية فرائحية، وعلى ملامحي ابتسامة عريضة ثم أتصلت بصديقٍ للذهاب معه إلى السوق، وعند مقابلتي له صافحته بحرارةٍ وكأنني لم أقابله منذ فترة . وعلى ظهر دراجته النارية بقيتُ أغني وصوتي مرتفعًا، ويدي تلوح للمارة – تبدو سعيدًا قال : أنت صاحب مزاج متقلب .
وما أن وصلت السوق حتى أتجهت إلى بائع “القات”. دائما أبدأ بشراء “القات” قبل أغراضي الأخرى. دون مكاسرة أشتريت وأتجهت إلى مكان لبيع الخضرة وتوقفت عند بائع الطماط أترنم بإحدى أغاني أيوب؛ وبعد أن اعطاني حاجتي رفع رأسه وقال تملك صوتًا جميلا. قلت: ربما في المرة القادمة تجده غير ذلك.
حملت أغراضي كاملة وغادرتُ السوق وعند عودتي إلى المنزل كنتُ باشًا في جه أبنائي وزوجتي. تناولت غدائي بشهية وبنفس المزاج جلستُ إلى “القات” وقبل موعد الكتابة اكتسحني القلق والشرود. ومخاض الكتابة عندما يكون سهلًا، أجدني أتحرك بخفة داخل المنزل وأطلب العشاء وأتحدث،
وفي حال تعثري أبقى صامتًا وبنفسيةٍ صدامية .ومن الضروري تفهم حساسية الكاتب والتعامل معها بوعي، لكي لا يحدث تصادم ومشاكل، وخاصة من الزوجة؛ كونها أكثر الملتصقين به.
ويقول نزار قباني: الزواج من الكاتب، يعني الزواج من النار والبرق و العاصفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى