حقًا.. معظمنا لم يتربَّ جيدا

د. هبة العطار | كاتبة مصرية

 كثيرا كنت وما زلت أتساءل فى كل عثرة جهل نتفقد فيها مجاهل الطرق أوطبائع بعض البشر المشوهةأو تكنيك الشر المتطور بتكنولوجيات العصر، وتلونات الوجوه، وحقارة العديد مما كنا نحسبهم أسوياء واكتشفنا مرضهم، وسوادهم الداخلى.

  لماذا تربينا على الفضائل فقط وعلمونا الوجه البرىء من الحياة والناس والسلوكيات.لماذا لم يعطونا أمثلة من الجوانب المرعبة لنأخذ جرعات من اللقاحات النفسية ضد الصدمات التى تقابلنا حين نزج فى الغابة بقوانينها المتوحشة دون أظافر ولا أنياب… وأصبح مطلوبا منا أن نرتدى الدروع والمصدات ونتسلح بالخشونة وآلات الدفاع عن النفس، والتركيز المزعج مع كل ما ومن حولنا لأننا لا نعرف متى ومن ما أو ممن ستأتى الهجمة.

ولكن مع الوقت والتجارب نزداد ضراوة ونتعاصر مع تكنولوجيا الشر كما تمرسنا فى الخير وممارسته وتحرى سبله وأساليب تحققه لنتصالح مع أنفسنا أولا ومع من حولنا لتحقيق سلام آمن ومريح.

العجيب فى هذا الزمن أننا أصبحنا نرى الشر ونسانده ونبرره ونتعاطف مع مرتكبيه،ونعاتب الخير ونساومه ونحاول تشويهه ربما، ولكن لابد أن ندرك أن من تربوا مثلنا ربما يجدون صعوبة فى التعاطى مع تحورات الشر بيد أننا جميعا لسنا أيضا ملائكة ربما تهذبنا أكثر من غيرنا لكننا أيضا نملك بعضا من الشر لكنه شر معطل، ولسنا ناعمى الجلد كما يعتقد بعض ممن حولنا،وأظافرنا مخبأة لا نستخدمها رغم امتلاكنا لها… فنحن عرفنا مع الوقت أننا تربينا بمثالية ولكن الحياة غير المثالية ربتنا بطرق مختلفة وأنتجت منا نسخا مؤهلة للتعامل بمختلف الأشكال مع ما يحيط بنا كل بما يناسبه، وإننا مع الاطلاع على العالم.. ربينا أنفسنا وعلمناها أبجديات التعاصر فى الأداء المتكيف مع اختلاف الأوضاع…فنحن مسالمون بطبعنا ولكننا أشرار بالاضطرار إذا استدعتنا الضرورة من أجل البقاء فى عالم شرس متطاحن لا يعترف بكل أوجه السلام!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى