تعالَ إليّ
هند يوسف خضر | سوريا
تعالَ إليّ
لملمْ بقايا صوتي الصّادحِ في متاهاتِ المدى خبّئهُ بين حبالِ صوتكَ الماسيّ الّذي أتذوّقهُ بنهمٍ كقطعةِ سكاكر حلوةُ الطّعمِ
تعالَ إليّ
ارقصْ فوقَ أهدابي افرحْ غنّي أطلقْ العنانَ لخيالكَ السّارحِ بي عندما تجتاحكَ رياحُ الشّوقِ في الّليالي الخاليةِ من كلّ شيءٍ إلّا من طيفي
تعالَ إليّ
املأني بفوضى حواسّكَ عتّقني في خوابي روحكَ كنبيذٍ تحتسي كأساً منهُ حدّ الثّمالةِ عندما تتأمّلَ صورةُ وجهي الغائبِ في زحامِ السّنينِ
تعالَ إليّ
اصبغْ لونَ جلدي بلونِ الثّلجِ المتراكمِ فوقَ كفّيكَ تنفّسْ بي واحرقْ شهيقي بلهيبِ زفيركَ المتصاعدِ من عشقكَ الكرويّ إلى حدودٍ فضائي
تعالَ إليّ
ناظرْ عقاربَ السّاعةِ لتعبرَ حدودَ الوجعِ و سياجَ الوقتِ نمضي نحو الممكنِ بخطواتٍ حالمةٍ ونغرقَ معاً في كمشةِ تفاصيل تختبئُ في دهاليزِ ذاكرتِنا
تعالَ إليّ
كنْ لي بينَ أوراقِ الوردِ الذّابلةِ في عمري كقطرةِ ندى منسكبةً من أجفانِ الصّباحِ و امنحني تذكرةَ السّفرِ إلى عناقكَ
تعالَ إليّ
مشّطْ معي شعرَ الغروبِ الغجريّ فوقَ هدهداتِ بحرِنا أعطني أصابعكَ لنداعبَ معاً حبّاتَ المطرِ في شوارعِ نعاسِنا
تعالَ إليّ
أسقني بعضاً من ماءِ يديكَ و اشربْ معي ندى المساءِ .