عِتاب الطَّبل
علي الخفاجي | العراق
فقال الطبلُ للطبالِ يوماً
أطلتَ بغيبةٍ يابنَ النقورِ
هل اشتقتَ الدفوفَ بكلِ ليلٍ
هل اشتقتَ الغوانيَّ بالفجورِ
زماناً قد تركنا بعضَ ردحٍ
وقلتُ نسيتني بين الخمورِ
أراك اليوم في ترفٍ و مالٍ
وتقفز بين أحضانِ القصورِ
سلامُ الله في زمنٍ تلاشىٰ
شبيهُ الجرو في ُتربٍ عقورِ
فأما اليوم تحكم من كيانٍ
وتسندُ من عقالٍ ذي شرورِ
فتخرجُ من سجونٍ كل حينٍ
كأنك بين حفلٍ من عهورٍ
كأن عوارض القضبان صارت
كعيدانٍ فتجمرُ كالبخورِ
فإن الطير يشبه كل طيرٍ
كذا َشبهٍ بأشكالِ الطيورِ
غداً يمحىٰ مجونك في مقالٍ
و ترجعُ يا حبيبُ البعثِ جوري
و حتماً َ تضربُ الأطبالَ قرعاً
و ُنرجعُ رقصنا بين العصورِ
و ُنرجع ساحةٌ عزّاً بذلٍ
وُ نرجع لحيةٌ الباغي العهورِ
و ينشغلُ الطغاةُ بهزِّ خصرٍ
علىٰ حسٍ لطبلٍ أو لطورِ
و نصنعُ كلَ يومٍ من طغاةٍ
فيحيا بالسكوتِ ولات عورِ
فلا رمنا بعقلٍ أو برشدٍ
و لا صبنا بعرقٍ أو جذورِ