سوبرمان شاذ جنسيا: صناعة أفلام أم استبداد ثقافي؟
شيخة الفجرية | باحثة وكاتبة عُمانية
السؤال الآتي يقول: سوبرمان شاذ: صناعة أفلام أو استبداد ثقافي؟ وهذا سؤال تنفتح له المقلتان جيدًا تليهما الحواس، إذ لا بد أن تكون إجابته السريعة والحاسمة: وهل هذا سؤال؟ فإن كان هذا سؤال، فحتمًا أن الإجابة أن سوبر مان شاذ استبداد ثقافي مقزز، ومحاولة لزرع انحراف في الفطرة السليمة في خُلُق الإنسان، أعظم خلق الله تعالى؛ وهو القائل عزوجل: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ﴾ (التين – 4)، وهو سبحانه الذي ذكر عن نفسه بأنّه تعالى أحسنُ الخالقينَ في موضعَينِ من القرآن الكريم؛ هما: سورة المؤمنون، الآية 14، إذ يقول سبحانه: ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ﴾، وفي سورة الصّافات، الآية 125 في قوله تعالى: ﴿وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ﴾. قال ابن الأنباري: الخَلق في كلام العرب على وجهَينِ: أحدهما الإنشاء على مِثال أَبدَعَه، والآخر التقدير، وقوله تعالى:﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ سورة المؤمنون، الآية 14، معناه: أحسنُ المقدِّرينَ،… قال ابن سيده: خَلَق اللّهُ الشيء يخلُقه خَلقاً: أحدثه بعد أنْ لم يكن. ثم أن الشذوذ مخالف للقيم الأخلاقية، فقد خلق الله تعالى الذكر والأنثى، كما قال – سبحانه -: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى. مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى﴾ (النجم الآية 45)، وقوله: ﴿وخلقناكم أزواجا﴾ (النبأ: 8)، وكقوله: ﴿ومن كل شيء خلقنا زوجين﴾ (الذاريات: 49)، وهذا الخلق للجنس البشري، الذي حدده الله سبحانه وتعالى بمحددات تكفل استمراره من خلال التزاوج بين الذكر والأنثى، عدا ذلك فإن الشذوذ المحرم من الله تحريمًا قاطعًا لا ينتج منه أي نوع من الاستمرارية البشرية. فالشذوذ في معجم اللغة العربية المعاصر يعني: “مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه بأن يكون في رواية الثقة زيادة أو نقص ليس في رواية الأوثق بحيث لا يمكن الجمع أو التوفيق بين ما اختلفا فيه.. (فقهية) شذوذ خِلْقيّ: تشوّه في الخِلْقة، خِلْقة ممسوخة. شذوذ لغويّ: خروج عن القاعدة ومخالفة القياس. أمَّا الشذوذ الجنسي: (قانونية) كل فعل جنسي تمّ بالتراضي بين شخصين من نفس الجنس”.
أما كلمة الشذوذ فإن اسمها في القرآن الكريم أكثر أثرًا ووقعًا وصراحة، فقد سميت بـ”الفاحشة”، لفحش ما يحدث من جرائها، ولأنَّ الشذوذ قمة من قمم الفواحش، وفي ذلك قال الله تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿81﴾ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿82﴾ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿83﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿84﴾. ويقال عن امرأة النبي لوط عليه السلام أنها كانت لا تتخذ مواقف جادة في تبيان كرهها لهذه الفاحشة، مما يعني موافقتها الضمنية، لذلك استحقت عقاب الله سبحانه وتعالى، وهو ما يحدث في عالم اليوم، حيث يرى البعض أن ما يحدث أمامه من فواحش، أنها مجرد حريات شخصية لا يجابهها إلا بالصمت، دون أن يكون له رأي مضاد؛ يسجل به رفضه لهذا الفحش الذي يدمر الحياة الأسرية في المجتمعات ويغضب الله العلي العظيم.
وعلى العكس مما جاء في كتاب “المأدبة فلسفة الحب” لأفلاطون، فقد رفض أفلاطون -نفسه- الشذوذ الجنسي وأدانه إدانة واضحة في كتابه “القوانين”، فقد قال في عدة مواضع من كتابه؛ منها:” لا ينبغي أن ننسى أن هذه اللذة – الجنسية – إنما تعتبر منحة من الطبيعة للإنسان ذكرًا كان أو أنثى، عندما يقترن أحدهما من أجل النسل، وعلى ذلك فالجريمة التي يقترفها الذكر مع الذكر، أو الأنثى مع الأنثى، هي انتهاك صارخ للطبيعة، وإذعان أساسي لضراوة الشهوة “؛ فكيف يتناقض موقفه هذا من كتابٍ لآخر من كتبه!؟ واستجلاءً لموقف أفلاطون وغيره حول موضوعنا “سوبر مان شاذ: صناعة أفلام أو استبداد ثقافي؟”، الذي تناوله النادي الثقافي في جلسة حوارية شارك فيها الدكتور سيف بن سالم الهادي، والدكتور حمد بن ناصر السناوي؛ وأدارت الجلسة فيها أ. شيخة المحروقي، التي تلت باعتذارٍ وأسف مقدمتها من كتاب “المأدبة فلسفة الحب” لأفلاطون، والذي قال فيه:” إن الحب الذي يتحدث عنه الفلاسفة سقراط وأجاثون وأرسطوفونز في المأدبة، هو حب الذكر للذكر، وهذا الصنف هو الذي يحقق غايات الإنسان السامية، ويعّمر الأرض، ويصنع حضارتها، و إذا ما ذكر حب الذكر للأنثى فإنهم يحطون من شأنه باعتباره نزوة جسدية خالصة، غايته إنجاب الأطفال وحفظ البشرية فقط، والحب الذي يربط بين الجنسين المختلفين لا يشعر به سوى العامة الدهما، بينما الحكماء والشعراء والفنانون ومن يستحقون إدارة شؤون الناس، هم من يعتنقون العلاقة المثلية”، ولست أدري إن كان هذا التناقض مقصود بين كتابي “القوانين” و”المأدبة فلسفة الحب”، أو قد يكون كتاب “المأدبة فلسفة الحب” منسوبًا لأفلاطون، كما حدث للكتب التي نسبت للشيخ السيوطي والتي تناقض كتبه الأساسية في الفقه والعلوم الدينية تمامًا، فشتان بينها وبين الكتب التي نسبت إليه والتي تتحدث عن الشذوذ والغلمان بشكل فظ ولا يليق بعالم فقه مثل السيوطي، وإلا فما هو مبرر التناقض الجذري الصارخ بين الآراء لكاتب واحد في عدة كتب! على كل حال؛ ومع تكرار اعتذار مديرة الجلسة الحوارية على المقدمة التي تنافي المنطق وتعارض تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في كتاب “المأدبة فلسفة الحب”؛ قالت: و”لكن ما أشبه اليوم بالأمس، فعلى الرغم من اختلاف مكونات الصورة قديمًا، كان الترويج للملثية وتطبيعها يحدث عبر المسارح والشعراء ومآدب الفلاسفة التي كانت بمثابة إعلام ذلك الزمان، ومع تطور أدوات العصر، تنوعت منصات الإعلام وأصبحت أكثر وأسرع وصولًا للناس وتأثيرًا عليهم؛ ومن بين هذه المنصات المؤثرة جدًا السينما، حيث يتم عرض المثلية بذات الفلسفة والعقيدة التي اعتنقها فلاسفة اليونان في ذلك الزمان، وبعد ظهور الحركات النسوية أُسقطت فلسفة المثلية أيضًا على علاقة المرأة بالمرأة”، وقد توجهت بعدها مديرة الجلسة آنئذ بسؤالها للشيخ سيف الهادي عن المقصود بـ” سوبرمان” في الجلسة الحوارية التي يقيمها النادي الثقافي، فأجاب الشيخ سيف الهادي باستعراض الخلفيات الثقافية لشخصية “سوبرمان” قائلًا: ” عندما نتحدث عن شخصية السوبرمان فإننا نتحدث عن شخصيتين، الشخصية الأولى هي شخصية تاريخية فلسفية، والشخصية الثانية هي شخصية كرتونية، وشخصية أيضًا ظهرت في السينما الغربية منذ النصف الأول من القرن العشرين، وهي مستمرة إلى اليوم، وتحمَّل الكثير من الأيديولوجيات الغربية والسياسية، ولكن لكي أتدرج في هذا الموضوع أريد أولًا أن أؤكد على معلومة مهمة، وهذه المعلومة أرجو أن تكون من نوع المقارنة بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وكيف يصل الإسلام إلى نشر الأفكار، التي تدعو إلى خدمة الإنسان وإنقاذ البشرية ونشر مظلّة العدالة والمساواة والحرية التي أيضا يتغنى بها الاتجاه الغربي”، وأسهب الشيخ الهادي في تفصيل فكرته فقال: “عندما أذن الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بفتح مكة، لأن مكة كانت هي العقبة الأخيرة، وقد أخرت بأمرٍ من الله تعالى إلى اليوم الموعود، إلى العام العاشر من الهجرة، طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن لا يمسّوا أحدًا، وأن لا يقتلوا إنسانًا، وأن ينشروا السلام بين أهل مكة، وعندما تجمهر أهل مكة أمام النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون العفو، صدر أول إعلانٍ رسميٍّ يعفو عن الإنسان على أساسٍ فكري: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وأضاف الدكتور الهادي: ” لكن الغربيين عندما أرادوا أن يتخلصوا من التحالف في القديم بين السياسة والدين عبر الثورة الفرنسية التي بدأت عام 1789م، ومنذ الثورة الفرنسية والثورة المضادة كان عليهم لكي تستقر الحرية والعدالة والمساواة أن يقتلوا أكثر من300ألف إنسان، وأن تستخدم المقصلة من أجل التخلص من الخصوم، ومع ذلك عندما تولى نابوليون من أجل نشر هذه القيم الاحتلالية والتي تسمى خطأً بالاستعمارية، أيضًا انساح على العالم وقطع رؤوس الناس بدون ضجة”، ” كانت هناك نظريات فلسفية كثيرة تدعو المجتمع الأوروبي أن يتمرد على الدين، وأن يتخذ العقل إلهًا جديدًا، وبالفعل عندما بدأت الثورة الفرنسية، كانت مجموعات كبيرة من الناس تنادي بديانة العقل، وهذا ليس غريبًا لأنه ابتداءً من ديكارت الذي بدأ يقدم ملاحظات نقدية على الدين ومحاصرته للإنسان، ورفضه أن يستخدم الإنسان عقله في معرفة الوجود، بدأ ديكارت يمهد لضرورة الانطلاق من الذات والاعتماد على العقل في اكتشاف الحقيقة، ثم تدرجوا إلى أن جاء جان جاك روسو وفولتير، الذين توفوا قبل الثورة الفرنسية بعامين، وبالفعل، انطلقوا من هذه الفلسفات للتخلص من الدين، لكن بعد الثورة الفرنسية جاءت فلسفات أخرى تتخلص من الجانب المثلي أو العقلي، لتبدأ الحديث هذه المرة على ضرورة الاعتماد على الذات الانطلاق منها والتخلص من كل الإيديولوجيات الأخرى، التخلص من السلطات الثلاث، سلطة الدين وسلطة العقل وسلطة الأخلاق، وبدأت بهيجل الذي يعتبر هيروقليطس هو الملهم بالنسبة له، وانطلق من الفكرة ونقيضها، وانتهت بنيتشه الذي نظَّر لمصطلح “سوبرمان”، ونتشيه الذي يصنف على أنه هو بداية ما بعد الحداثة، أي انتهت الحداثة التي تعتمد العقل بشكلها الديكارتي، أو تعتمد المثالية عند هيجل وعند كام، العقل واضح عند ديكارت، لكنه غامض عند كام، لكن هذه المشكلات أدّت إلى وجود فلسفة جديدة، فلسفة ما بعد الحداثة، هذه المرة ستعتمد على الإنسان، سيتخلص من الإله، لقد مات الإله كما قال في ” هكذا تكلم زرادشت”، وسيتخلص من الحقبة السقراطية والأفلاطونية لأنها لا تزال تعتبر العقل مصدرًا، وسيعتمد على فلاسفة ما قبل سقراط، وما يسمى بالدينيسيوسية -أي التراجيديا-، لأن الإنسان السوبرمان لا يمكن أن يحقق وجوده في الأرض، إلا من خلال تحطيمه لكل هذه الصنميات، فهو يعتبر الدين صنمًا، والإنسان بهذه الطريقة سوف يحجم نفسه”. ومن يعرف نيتشه يتذكر عدائيته للمرأة، فهو القائل على لسان زرادشت في رواية “هكذا تكلم زرادشت”: ” إذا ذهبت إلى المرأة لا تنسَ السوط”؟ وهو القائل كذلك: ” من البداية، لا شيء أكثر غرابةً بالنسبة للمرأة، نفوراً وعدائية، أكثر من الحقيقة. فنّ المرأة الأكبر هو الكذب، وأكبر همّاً لها هي المظاهر والجمال”.
بعد ذلك أخذ الدكتور حمد بتفصيل العبارات الآتية: ” الرغبة الجنسية، والميول الجنسية، والهوية الجنسية المرتبطة”، لافتًا الانتباه إلى ما يجعل الشذوذ منتشرًا بشكل كبير، وهو الأفلام والأعمال الدرامية الدرامية التلفزيونية والسينمائية، لذلك فقد كان يسمع ما يقال في الأفلام والأعمال الدرامية الدرامية التلفزيونية والسينمائية من مرضاه أو مرتاديه للعلاج أو الاستشارة، وهو مؤشر خطير يدل على أهمية المادة الدرامية وتأثيرها المباشر على العقول، ناهيك على أن أغلب المتابعين لهذه المواد الدرامية هم من الفتيان أو الشباب في بدايات سني شبابهم من الذكور والإناث.
ولأن كان وما يزال الناس البسطاء ينتظرون مخلّصهم في كل مكان في العالم، جاءت فكرة البطل الخارق في الدراما التلفزيونية والسينمائية لتعطي أملا واضح الملامح، وهو ما أوجد الشخصيات الآتية: “باتمان وسبايدرمان وسوبرمان” والرجل الأخضر وغيرهم. وأكثر الشخصيات تأثيرًا في المشاهدين هي شخصية “سوبر مان”، التي ابتكرها كلًا من: المبتكر جيري سيغل وجو شوستر عام 1938، وهذا الرجل الخارق القادم من كوكب غير كوكب الأرض وهو كوكب “كريبتون”، واسمه الحقيقي (كال-إل (Kal-El))، ولد قبل انفجار كوكب كريبتون ببضعة أشهر، وعليه كان على والديه أن يبعداه عن الكوكب وإرساله إلى كوكب آخر، فكان الأنسب لابنهما كوكب الأرض، لذلك هبط “سوبرمان(كال-إل (Kal-El))” بما لديه من قوى وقدرات خارقة مخبوءة في طفولته على كوكب الأرض في مدينة سمولفيل، إذ عثر عليه جوناثان كنت وزوجته مارثا كنت وتبنياه، وسمياه كلارك كنت وكلما كبر اكتشف ما الديه من قدرات لا توجد لدى غيره من المحيطين به، بل لا توجد لدى كل البشر على كوكب الأرض، وبعد أن أصبح شابًا عمل صحفيًا ثم أسس لنفسه حياة عاطفية واجتماعية زميلته الصحفية لويس لين، بعد ذلك ” ظهر الرجل الخارق على صفحات العدد الأول من قصص الحركة المصورة (أكشن كومكس) بشهر يونيو من عام 1938، فقد أصبح الرجل الخارق (سوبرمان) تدريجياً أشهر بطل خارق في العالم. جعل مجلة الرجل الخارق أشهر مجلة مصورة في العالم وتمت ترجمتها لأغلب لغات العالم”، بعدها انتقلت شخصية “سوبرمان” من صفحات المجلات إلى مسلسلات الإذاعة ثم التلفزيون ثم الأفلام السينمائية وألعاب الفيديو في قصص مشوقة وجاذبة للصغار والكبار. وكان بث أول فيلم لـ”سوبر مان” في عام 1978، وقد تم إنتاجه بميزانية قدرها 55 مليون دولار، وأرباحه قدرت بـ300 مليون دولار، وكان هذا الفيلم من إخراج ريشارد دونر، وبطولة مارلون براندو، وجين هاكمان، وكريستوفر ريف، ومارغو كيدر وآخرون.
وهكذا عرف المشاهد لهذه الشخصية الخارقة الساعية إلى الخير والمساعدة في حماية الناس من المخاطر والأزمات الصعبة، فقد رأوا فيها الشخصية القوية، وقد تم انتاج شخصية سوبرمان مان جديدة وهي ابن السوبرمان الأب، ولكن المقاييس البطولية لهذه الشخصية قد انقلبت رأسًا على عقب، وفق المنظور الجديد للمعاني والقيم البطولية للشخصيات الخارقة، والتي تنبع من الممولين الغربيين، الذين يعبرون عن أنفسهم من خلال هذه الشخصية، فاختلال أفكارهم وقيمهم يريدون أن ينقلونها للعالم كل العالم عبر وسيط محبوب، لذا عمدت الشركة المنتجة والراعية والداعمة على بث إعلان “DC كوميكس” العبارة الآتية: “وجد جون كينت هويته (…) سوبرمان الجديد يجاهر بأنّه ثنائي الميول الجنسية”. ليكون مروجا للمثلية بالزعم أن ذلك بسبب جين (Genetic code) في جسم الإنسان وهو المسؤول الأول عن الشذوذ، ولكن يأتي من يؤكد أن كل ذلك مجرد تضليل، إذ يقول المحلل الإعلامي مارك دايس: إن “الإعلام الليبرالي أجرى عملية غسيل مخ من خلال بروباغاندا المثليين الجنسيين حتى يقنع الأميركيين بارتفاع نسب الشذوذ الجنسي”، ويتفق معه يقول أستاذ علم الجينات الأميركي آلان ساندرز الذي قال: “الجينات ليست هي القصة الكاملة، إنها ليست كذلك” كما ، وثمة دراسات أسقطت “أكذوبة التبرير العلمي للشذوذ الجنسي” كما جاء في موقع ميدان الجزيرة تحت عنوان “الشذوذ الجنسي.. حتمية جينية أم سلوك مكتسب؟” والذي جاء في إحدى فقرات المنشور عن إحدى الدراسات: بـ”أن غياب الأب أو الأم يجعل نسبة الاتجاه إلى المثلية أكثر بنسبة 20%، ففي دراسة أخرى اعترف 84% من المثليين الذكور بأن آباءهم كانوا غير مكترثين وغير مبالين بهم في صغرهم مقابل 10% فقط للغيريين (أي الذين يمارسون الجنس مع الجنس المغاير)”.
في النهاية، كل ذلك يفتح أمامنا مشروعًا أزليًا في العناية بفلذات الأكباد، بتعهدهم بالاهتمام، والإجابة عن جميع أسئلتهم بحفاوة، خاصة عن كل ما يمكنهم الوصول إليه عبر النوافذ الإعلامية والاجتماعية، فما يبثه الإعلام خطير على النشء، الذين يتم إحاطتهم بشباك التضليل؛ فواجب كل أم وأب أن يعملوا على تربية الأبناء ليكونوا رجالًا قبل أن يجعلهم الآخرين نساءً، وذات الأمر ينسحب على البنات؛ اللائي يجب تربيتهن على تنمية الأنوثة الكامنة في واحدة منهن قبل أن يتم تشويه هذه الأنوثة بالاسترجالات التي يروّج لها في أوساط المراهقات؛ عبر الإعلام الخارجي بكافة وسائله ومنافذه.