بنت الصحاري
هشام مصطفى | شاعر وناقد مصري
جَدِّدْ شَبابَ الْحَرْفِ والْكَلِمِ
تَلْقَ الْمَعاني فِيْهِ كالدِّيَمِ
|||
لَوْ يَسْتَقيمُ الْعُودُ مُزْدَهِرًا
فَتُجاهِرُ الْأَطْيارُ بالْنَغَمِ
|||
ماذا أقولُ فَحِيْنَ أَذْكُرُها
يَطْغى شُعورُ الْعِزِّ والأَلَمِ
|||
هي في اللُّغاتِ عَزيْزَةٌ أبَدا
بِكِتابِ رَبِّ الْكَوْنِ والْهِمَمِ
|||
شَرُفَتْ بِآيِ الْلهِ أَحْرُفُها
فَتَعانَقَ التِّبْيانُ بِالْحِكَمِ
|||
وسِعَتْ عُلومَ الْعَصْرِ قاطِبَةً
حَتَّى بَدَتْ عَرَبيَّةَ الْقَلَمِ
|||
والآنَ أيُّ الْقولِ أنْظُمُهُ
ولَقَدْ رماها النَّاسُ بالسَقَمِ
|||
حَتَّى أتى مَنْ بالعُجْمِ مُفْتَخِرا
وكَأَنَّ حرْفَ الضَّادِ لِلْعَدَمِ
|||
لُغَةُ الْعُروبَةِ كَيْفَ نَهْجُرُها
أَوَلَيْسَ مِنْكِ هُوَيَّةُ الْأُمَمِ
|||
أَوَلَسَتِ أَنْتِ فَضاءَ وَحْدَتِنا
وَلِسانُنا مِنْ ذَلِكَ الرَّحِمِ
|||
أَوَلَسْتِ أَنْتِ رِداءُ مُعْجِزَةٍ
فَنَجا بها مَنْ كانَ في صَمَمِ
|||
فَمَتى نَعودُ لِنَمْلَأَ الدُّنْيا
وَيَسٌودَ حُلْو شَذَاكِ كُلَّ فَمِ
|||
هَلْ تَتْركوها لِلْخَواءِ سُدىً
تَشْكو الْجَفا وَتَغُصُّ في أَلَمِ
|||
لُغَةَ الْعُروبَةِ جَلّ مَنْ يَهْدي
بِنْتَ الصَّحاري دَفْقَةَ الْحُلُمِ
|||
هَذي الْعُقولُ أَتَتْكِ وَالِهَةً
تُزْجي بَهاءَكِ مِنْ دُجى الْهَرَمِ
|||
أَنْتِ السَّبيلُ وَأَنْتِ المُنْيَ الحُبْلى
أَكْرِمْ بِمَنْ أَحْياكِ كالْعَلَمِ